؟ حكمها الوجوب لقوله تعالى: {وعلى الّذين يُطيقونه فديةُ طعام مساكين}، أي على الّذين يتحمّلون الصّوم بمشقّة شديدة الفدية. والفدية عند علمائنا هي مدمن الطعام من غالب قوت البلد عن كلّ يوم، بقدر ما فاته من الأيّام. ؟ سببها العجز عن الصّيام، وهو الشيخ الكبير والعجوز، إذا كان يجهدهما الصّوم ويشقّ عليهما مشقّة شديدة، فلهما أن يفطرا ويطعما لكلّ يوم مسكينًا. والإطعام مستحب عند علمائنا وليس بواجب. قال ابن عبّاس: (نزلت رُخصة للشيخ الكبير). وإن كان عاجزًا عن الإطعام، فلا شيء عليه، لقوله تعالى: {لا يُكلِّف الله نفسًا إلاّ وُسعَها}. قال الحنفية: يستغفر الله سبحانه. على المريض الذي لا يُرجى بُرؤه، لعدم وجوب الصّوم عليه. على المرضع إذا خافت على ولدها أو على نفسها، فلها الفطر وعليها القضاء والفدية. على مَن فرَّط في قضاء رمضان، فأخّره حتّى جاء رمضان آخر مثله بقدر ما فاته من الأيّام، ولهذا يستحب تعجيل القضاء إبراء للذمّة ومسارعة إلى إسقاط الواجب. ويجب العزم على قضاء كلّ عبادة إذا لم يفعلها فورًا، ويتعيّن القضاء فورًا إذا بقي من الوقت لحلول رمضان الثاني بقدر ما فاته. التأويل البعيد: هو ما استند إلى أمر موهوم غير محقّق، والتأويل هو حمل اللّفظ على خلاف ظاهره لموجب، وقريبه ما ظهر موجبه وبعيده ما خفي موجبه، أي دليله، والمراد به هنا الظنّ، أي ظنّ إباحة الفطر. ومثال التأويل البعيد الّذي يوجب القضاء والكفّارة. مَن انفرد برؤية هلال رمضان ولم تقبل شهادته عند الحاكم، فظنّ إباحة الفطر فأفطر. من عادته الحمّى في يوم معلوم، فأفطر فيه قبل حصولها. وكذلك من عادتها الحيض، ولو حصل. مَن اغتاب أحدًا، فظنّ إباحة الفطر فأفطر. *عضو المجلس العلمي بالعاصمة