علمت ''الخبر'' من مصادر أمنية بأن أربع سيارات سرقت أول أمس، من وسط مدينة تمنراست، تم نقلها مباشرة إلى مالي. وتقف وراء العملية عصابات مجهولة، يرجح أنها تسللت من شمالي مالي والنيجر وبتواطؤ مع جزائريين. وتعتبر السيارات رباعية الدفع من نوع تويوطا أكثر استهدافا من قبل عصابات السرقة والجماعات المسلحة، خاصة إذا علمنا أن هذه الأخيرة تستعمل القوة في معظم الأحيان أثناء سرقة هذه السيارات. وتفيد الإحصائيات بأن عاصمة الأهفار لوحدها تسجل كل أسبوع سرقة سيارتين من هذا النوع، ما يؤكد بأن الشبكات الإجرامية التي انتشرت بالمدينة، خططت بما فيه الكفاية للاستحواذ على عدد من السيارات باستغلال غياب دوريات الأمن، في عديد المناطق التابعة لإقليم عاصمة الأهفار. والغريب في الأمر أن معظم المركبات تم السطو عليها في وضح النهار، وفي أماكن معروفة بكثافة التوافد عليها. على غرار أحياء 200 مسكن وأدريان... وغيره. وتقول المصادر الأمنية إن اللصوص قاموا بتخطيط متقن لتهريبها أو إخفائها في أماكن بعيدة عن أعين مصالح الأمن، ولا تخطر ببال هذه الأخيرة. والدليل على ذلك أن هذه السرقات مضت أسابيع على حدوثها دون أن يكشف أي شيء عنها. وأكثر ما تخشاه مصالح الأمن أن تقع بين أيدي الإرهابيين من أتباع أبي زيد أو بلمختار أو عناصر جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وأكدت مصادر ''الخبر'' أن التحريات الأولية تتحدث عن ضلوع مهربين من مالي وليبيا وحتى من نيجيريا، في سرقة سيارات رباعية الدفع، ورجحت تواطؤ جزائريين في القضية. وربط العارفون بالوضع الأمني بتمنراست، سرقة السيارات الرباعية بحالة التوتر واللاأمن التي تشهدها الجارتان مالي وليبيا. وأثارت هذه السرقات ذعرا في أوساط مالكي هذا النوع من المركبات خصوصا الجديدة منها، إلى الحد الذي بات معه ضروري أخذ الاحتياطات لتفادي الوقوع في موقف الضحية. وأنعشت الظاهرة إلى حد كبير نشاط تركيب أجهزة الإنذار المبكر، رغم أسعارها الباهظة، فضلا عن إقدام نسبة واسعة من مالكي هذه السيارات إلى اكتراء مستودعات لحفظ سياراتهم، خوفا من استهداف مواقف السيارات الليلية في الأحياء وغيرها.