حذرت تقارير رفعها الولاة قبل عدة أشهر وعززتها تقارير أمنية من غليان شعبي واضطرابات في أغلب المدن خاصة في الجنوب بسب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في عز اشتداد الحرارة، لكن التقارير كانت بلا جدوى بسبب استحالة تلبية الطلب على الكهرباء الذي ارتفع بأكثر من 10 بالمائة خلال أسابيع قليلة. وكشف مصدر عليم بأن سونلغاز لجأت إلى حلول ترقيعية لمواجهة تدهور وضعية شبكة الكهرباء في 10 ولايات بسبب قلة مواردها المالية بالمقارنة مع متطلبات صيانة وتجديد الشبكة الوطنية للكهرباء. وفاجأ الارتفاع الكبير في الطلب على الكهرباء شركة سونلغاز ووزارة الطاقة خاصة في ولايات لم تتوقع الدراسات التقنية الخاصة بذات شركة أن تشهد ارتفاعا في وتيرة الاستهلاك، وكشف مصدر بأن سونلغاز كانت تتوقع ارتفاع استهلاك الكهرباء في ولايات الجنوب بنسبة 10 إلى 12 بالمائة، بينما لا يتعدى الارتفاع في بعض الولايات بالشمال في أسوأ الحالات 7 بالمائة، لكن الطلب ارتفع في ولايات ذات كثافة سكانية كبيرة ومعتدلة المناخ إلى 10 بالمائة بينما فاق 12 بالمائة في الجنوب خلال جويلية وبداية أوت. وحسب مصادر مطلعة، فإن قضية انقطاعات الكهرباء تحتاج للتحقيق حيث التزمت وزارة الطاقة في عام 2008 في إطار البرنامج التكميلي التنموي بالوصول إلى 12771 ميغاوات من الطاقة الكهربائية المنتجة قبل نهاية العام الجاري عبر تشغيل حوالي ثلاثين محطة كهربائية، 16 منها بطاقة 1726 ميغاوات تسلم قبل نهاية سنة 2009، و13 محطة أخرى بسعة 2543 ميغاوات ستسلم ما بين سنوات 2010 و2012، ما يعني أن ذروة الاستهلاك الوطني من الكهرباء المقدر ب8850 ميغاواط كان في متناول الطاقة الإنتاجية التي ألزمت بها وزارة الطاقة نظريا، لكن الواقع كان يشير إلى وضع مختلف، حيث أشارت دراسة داخلية لوزارة الطاقة إلى أن خطوط الكهرباء ومحولات الطاقة تعاني من تدهور وتخلف في 10 ولايات، كما أن 6 ولايات في الجنوب هي أجزاء من ولاية غرداية وجنوب ولاية بشار وولايات أدرار وتيندوف وإليزي وتمنراست والعشرات من البلديات عبر الوطن غير مربوطة إلى اليوم بالشبكة الكهربائية ذات الضغط العالي التي تسمح بانتقال الكهرباء من منطقة إلى أخرى. إجراءات تحفيزية لتجاوز الضغط وسمحت رئاسة الجمهورية لوزارة الطاقة وشركة سونلغاز والولاة بإنجاز مشاريع استعجالية لحل مشاكل انقطاع الكهرباء عندما تدعو الضرورة لذلك، وسمحت لهم بتنفيذ قرارات نزع الملكية وتسريع الإجراءات الإدارية لحل مشاكل الكهرباء، وطلبت الوزارة الأولى مؤخرا من الولاة تسليم مقترحات ودراسات لمشاريع من أجل حل مشكل انقطاع التيار الكهربائي لمباشرة برنامج خاص للقضاء على انقطاعات التيار الكهربائي، كما طلبت مراسلة وجهها الوزير الأول إلى 20 ولاية منها بسكرةوغرداية وتمنراست وبشار وأدرار وإليزي وواد سوف وورفلة وبسكرة، عدم انتظار صدور رخص البناء والتجزئة عندما يتعلق الأمر بإنجاز مشاريع تخص قطاع الكهرباء، وتنفيذ قرارات نزع الملكية بصورة آلية عندما يتعلق الأمر بتنفيذ مشاريع لإنجاز محولات كهربائية في الأحياء والمدن وعدم انتظار الإجراءات القانونية التي تأخذ وقتا، وجاء هذا على خلفية تأخر إنجاز عدد من مشاريع سونلغاز المهمة جدا في ولايات الجنوب بسبب معارضة أصحاب أراضي تقع فيها أو تخترقها منشآت سونلغاز. و أدى سوء اختيار أرضية إنجاز المحوّل الكهربائي ببلدية غرداية إلى تأخير إنجاز محوّل قوي كان سيقضي على مشكل انقطاع الكهرباء في عاصمة ولاية غرداية، وأسفر مشكل عدم جدوى المناقصات أو تأخر تسجيل العمليات وعدم توفر الأرضية عن تأخر عدد كبير من مشاريع سونلغاز التي كانت ستحل مشكل الكهرباء.