وجّهت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تعليمة إلى جميع مديرياتها بالوطن، ألزمت فيها جميع أئمة الجمهورية بمراجعة جميع المصاحف الموجودة على مستوى المساجد التي يشرفون عليها مع ختمها والتأشير عليها قبل وضعها أمام جمهور المصلين، في حين أكد المستشار الإعلامي للوزارة بأن هناك عملية متواصلة لسحب المصاحف المبتورة أو المُحرّفة من أجل حرقها. بعد الضجّة التي أحدثتها مؤخرا قضية المصاحف المُحرفة والمبتورة، ولاسيما تلك المتعلقة باكتشاف مواطنين من ولاية سكيكدة لنجمة داوود في مجموعة من المصاحف، قررت وزارة الشؤون الدينية اتخاذ تدابير صارمة لوضع حد لهذه الظاهرة، حيث أكد عدة فلاحي في تصريح أدلى به ل''الخبر'' أمس، بأنه تم ''إلزام جميع الأئمة والقيّمين بإجراء مراجعة فورية لكل المصاحف التابعة لهم، مع منع وضع أي مصحف جديد عن طريق التبرع في رفوف المساجد قبل مراجعته بدقة وختمه والتأشير عليه''، مضيفا بأن هذه الإجراءات الصارمة كفيلة بنزع فتيل الفتنة التي باتت تحدث من حين لآخر، فضلا عن تجنب تضليل القارئ لكتاب الله. أما بخصوص المصاحف التي يتم اكتشاف أخطاء تشوبها أو تحريف عن طريق تداخل سور، وعدم وجود أخرى، مثلما حدث مؤخرا مع مصاحف مطبوعة بلبنان، فقد أوضح ذات المتحدث بأنه ''يجري سحبها بصفة مباشرة وفورية على أن يتم حرقها''، مضيفا في ذات الوقت، بأن أغلب الأخطاء مطبعية وفنية تخص كتبا مستوردة من الخارج، وهو الأمر الذي اضطر الوزارة إلى إخطار المستوردين من خلال إعذارات شديدة اللهجة، باعتبار أنه في حال تسجيل تكرار الخطأ يتم حرمان المعنيين بالأمر من أي عملية استيراد أخرى تخص المصاحف. وشدّد ذات المتحدث على ضرورة التفريق بين الأخطاء الفنية والعلمية أو ما يصطلح عليه بالتحريف، إذ أن كل المصاحف تخضع للمراجعة من قبل لجنة وصية تنتهي بالمصادقة عليها في حال التأكد من سلامتها، غير أن الأخطاء غالبا ما تقع أثناء الطباعة، مضيفا في ذات السياق، بأن الوزارة سطرت برنامجا لتعميم الطباعة المحلية وتقليص عمليات استيراد المصاحف نظرا للمشاكل التي تنجر عنها، حيث يطمح القائمون على العملية إلى طبع 5,1 مليون مصحف، فضلا عن تخريج 5 ,1 مليون من حفظة القرآن الكريم مستقبلا. وفي هذا الاتجاه، كشف المتحدث بالأرقام عن الإحصائيات المتعلقة بطباعة المصحف الشريف، إذ بلغت سنة 2009 حدود 150 ألف مصحف، لتتدرج إلى 80 و70 ألف مصحف في السنتين المواليتين، على أن ترتفع إلى طبع 160 ألف مصحف السنة الجارية طبقا للتقديرات المبرمجة. وعلى صعيد آخر، أكد ذات المتحدث بأن وزير القطاع سيشرف نهار غد الخميس على أشغال أول عملية صبّ خرسانة في مشروع جامع الجزائر الكبير، لتنطلق بذلك عملية التجسيد الفعلي لهذا الصرح الديني العملاق.