يشتكي من صاموا رمضان من العياء وأعراض أخرى، كتلف المزاج، وعدم القدرة على التركيز، ونقص الشهية، والميول للنوم أكثر من العادة... إلخ وهي من العلامات الوظيفية التي يواجهها الطبيب في عيادته، خاصة خلال وبعد شهر رمضان، حيث يحس بعض الناس بضعف إمكانياتهم وتراجع قواهم وتناقص وظائف أعضائهم ويجدون، حسب أقوالهم، صعوبة أثناء الحركة أو التفكير. إذ تصاب العضلات بالعياء الذي يمكن قياسه بواسطة جهاز خاص، يقوم بتسجيل الحركات العضلية على خط بياني، ويمكن للخلايا العصبية أيضا أن تصاب هي الأخرى بالعياء الذي يتظاهر حسب التحولات الهضمية، وما يتناوله الشخص، حيث كلما افتقدت الخلايا العصبية للسكر أكثر، كلما أصيبت بالعياء أكثر، إلى حد فقدان الوعي تماما. ويحس الإنسان الذي يصاب بالعياء بحمى خفيفة مع سقوط قيم الضغط الشرياني، ثم إتلاف الذاكرة، وغالبا ما يصحب العياء بالميول للنوم أكثر، عكس الإرهاق الذي يسبب الأرق أكثر. وأحيانا، يظهر العياء بسرعة أكبر عند البعض، بسبب عدم تعوّد هؤلاء على العمل مثلا، أو عند الرياضي مباشرة بعد شهر من الصيام، وقد يعود أحيانا أخرى إلى مرض ما، كعجز الغدة الدرقية، مثلا أو الغدة الكظرية، أو إلى مرض السل أو الأنيميا... إلخ. إن جسم الإنسان، بما فيه من العضلات والخلايا العصبية وباقي الأعضاء، بحاجة إلى طاقة للقيام بوظائفه المختلفة والعديدة. ففي حالة غياب أو نقصان هذه الطاقة، أكيد أن جميع جهات الجسم تصبح تحس بتعب وعياء، ويصعب عليها أداء نشاطاتها كما يجب، مثلما هو الحال خلال رمضان، خاصة بالنسبة للذين لا يأكلون بالقدر الكافي أثناء الإفطار ولا يتسحرون ويبقون على هذه الحال لفترة بعد رمضان، فأجسامهم بحاجة ماسة أولا للراحة من أجل استرجاع قواها، وثانيا للنوم الذي يساعد الجسم على الاستراحة، وثالثا تحسين وجباتهم الغذائية التي تتطلب التوازن والتنويع والكمية الكافية لكل واحد، حسب ما يقوم به من جهد وعمل.