استيقظت قسنطينة، صباح أمس، على وقع مشادات واشتباكات بين سكان وقوات الأمن، أثارت هلعا ورعبا بوسط المدينة، وانتهت بإصابة 3 أعوان من الشرطة بجروح وتوقيف 4 محتجين. اعتصم عشرات المقصين، ممن تخلفوا عن ترحيل الحي القصديري محمد بوضياف المعروف بشارع ''رومانيا''، صباح أمس، للمرة الثانية، وأقدموا على غلق الطريق أمام حركة المرور بمحاذاة ديوان الوالي، مطالبين بإنصافهم ومنحهم السكن الذي حرموا منه. ولدى تدخل أعوان الأمن لتفريق المتجمهرين وفك الطريق، قام المعتصمون برشقهم بالحجارة، لتتدخل بعد ذلك فرقة مكافحة الشغب، الأمر الذي صعّد من الاحتجاج ودفع بالسكان الغاضبين إلى رشق عناصر الأمن بالحجارة، تسبّبوا في إصابة ثلاثة منهم بجروح. وقد تمكنت قوات الأمن من القبض على 4 محتجين، فيما تمكن الباقون من الفرار في عدة اتجاهات. وقد تبعتهم قوات الأمن، ما أثار حالة من الرعب والهلع، جعل المارة الذين كانوا بكل من شارع الجمهورية وشارع عبان رمضان يفرّون، بدورهم، نحو اتجاهات مختلفة، ليصبح المشهد مريعا. وقال القائمون على خلية الاتصال التابعة لمديرية الأمن الوطني ل''الخبر''، إن الجهات المعنية ستنظر في أمر الموقوفين الأربعة، ويتخذ ضدهم الإجراءات اللازمة. وقد ثار المحتجون على عدم منحهم سكنا في عملية الترحيل التي ستعرفها المدينة في الأيام المقبلة، خاصة أنهم تخلفوا من مجموع المرحلين في المرة السابقة، وبقي منهم 21 عائلة سجلتهم الجهات المختصة في قائمة إضافية بعد أن تمت إعادة النظر في طعونهم، إلا أن عددا من المسجلين في هذه القائمة وجد نفسه خارج مجموعة المرحلين للمرة الثانية، بينما سجلت لجنة الحي، كما قالوا، أسماء أخرى لأفراد لا يعرفونهم، لتصبح القائمة تضم 44 مستفيدا. من جهتها، ذكرت مسؤولة الإعلام والاتصال بالولاية، على لسان الأمين العام للولاية، أن جميع الطعون درست وكل الملفات ستؤخذ بعين الاعتبار، وأن المتخلفين من عمليات الترحيل المختلفة، والذين تتوفر فيهم جميع الشروط، سيتم إدراجهم مع مرحلي حي فج الريح القصديري الذي سيكون بعد حوالي شهرين، مؤكدة أن الوالي قد شدّد على أن لا يكون أي ترحيل قبل إتمام التهيئة الخارجية وجميع المرافق الخاصة بالحي الجديد. المتحدثة قالت إن المسؤولين بالولاية يطلبون من المحتجين إثباتا ودليلا قاطعا على أنه تم منح بعض السكنات لأشخاص دخلاء، ويناشدونهم التعقل، لأن العملية لم تنته بعد.