لم أر فريقا بهذا الشكل حتى في أدغال إفريقيا قال المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش إن الفوز في الدقائق الأخيرة على المنتخب اللّيبي كان أفضل سيناريو ممكن لمباراة مشحونة مثل التي خاضها أشباله، مشيرا إلى أن الهدف الذي أحرزه سوداني في الدقيقة الأخيرة كان سيلهب المباراة أكثر لو تأتّى له ذلك في وقت مبكّر. صرح الناخب الوطني خلال ندوة صحفية أعقبت المباراة، عقدها في إحدى قاعات فندق ''الشيراتون'' في الدارالبيضاء بأن المنتخب الليبي أثبت مجددا أنه يلعب باندفاع وعنف، لكنه لم يتصوّر أبدا أن يصل عنف اللّيبيين تلك الدرجة. وقال المدرّب الوطني ''كنت أدرك مسبقا أن المنتخب اللّيبي يلعب بعنف واندفاع، لكن ما قام به لاعبوه في هذه المباراة تجاوز كل الحدود، أنا واثق من أننا كنا سنحضر لمعركة حقيقية ونحضر لطرد عديد اللاعبين، لو كنا سجلنا مبكرا''. وأضاف ''ما حدث يجعلني حزينا لأنه لا يمت بصلة إلى كرة القدم والرياضة، لكنني أحيي أداء وتصرّف وحكمة اللاّعبين لعدم وقوعهم في الفخ الليبي''، مضيفا ''لقد حذرت اللاعبين وطلبت منهم عدم الرد على استفزازات الليبيين، بصراحة لم أر من قبل فريقا أو منتخبا بهذه الشكل حتى في أدغال إفريقيا، فيما أخذ الحكم موقف المتفرج على الاعتداءات التي تعرّض لها لاعبونا، لقد خرج قادير بإصابة في رقبته وتعرّض جبّور للضرب، وأنا شخصيا تعرّضت للدفع، لكن مع هذا نحن لم نقم بأي تصرّف مناف للأخلاق أو الروح الرياضية، ورفضنا الرد على الاستفزازات''. بلكالام حلّ في الدفاع وسليماني سيكون أفضل وغيّرت رأيي في مبولحي وتطرق المدرب الوطني في جانب من الندوة الصحفية إلى مردود اللاّعبين، وعقّب على خياراته الفنية، والبداية كانت باختيار رايس مبولحي في حراسة المرمى رغم تواجده دون فريق. وقال في هذا الشأن ''قبل التربص لم أكن أفكر في إشراك رايس، لكن بعد يومين فقط غيّرت رأيي بعد أن فاجأني بلياقته الممتازة، وقد أكد لي بأنه عمل جيدا قبل وصوله''، مضيفا ''يجب أن نعلم أن زملاءه الحراس لم يشرعوا بعد في المنافسة أيضا، أضف إلى ذلك امتلاك مبولحي لتجربة أكثر منهم، خاصة في اللّعب خارج القواعد''. واغتنم المدرّب الوطني الفرصة للإشادة بالدور الدفاعي الكبير للاعب شبيبة القبائل السعيد بلكالام في أول ظهور له كأساسي مع المنتخب الأول، مشيرا ''بلكالام كان مميزا في أول مباراة له كأساسي مع المنتخب، كان رائعا في تدخلاته، وهو حل من الحلول في الدفاع، إلى جانب حلّيش الذي أظهر خلال تحضيراتنا مستوى جيدا، وسيساهم كثيرا في إشعال المنافسة في هذا المنصب الهام''. وأشاد المدرب الوطني أيضا بالمستوى الذي قدّمه سليماني رغم أنه لم يستفد من كرات جيدة، حيث أكد على أن لاعب شباب بلوزداد، باكتسابه للمزيد من التجربة، ''سيكون أفضل ومميزا أكثر''. كادامورو غير محظوظ مع المنتخب وتأسف المدرب الوطني لإصابة كادامورو، ووصفه باللاّعب غير المحظوظ مع المنتخب، كونه يصاب لثالث مرة على التوالي. كما تأسّف أيضا على عقوبة قائد المنتخب مهدي لحسن وغيابه عن مباراة العودة بسبب البطاقة الصفراء المجانية التي تلقاها. ولم يتردد حاليلوزيتش في التذكير بخياره الموفق، لما دفع بصاحب الهدف سوداني كورقة رابحة، وصرح يقول ''طلبت من سوداني أن يلعب وراء المدافع الليبي رقم 3 (يقصد بريش)، الذي لاحظته أنه مرهق تماما، وقد وفّق في مهمته وسجل هدف الفوز''، مضيفا ''لقد تخوّفت من تعرّضه لبطاقة صفراء كانت ستحرمه، مثل لحسن، من مباراة العودة، لأني أراهن عليه أكثر خلال المباريات داخل القواعد، فالمباريات التي تجري خارج ملعبنا تحتاج للاعبين ناضجين تكتيكيا يملكون القدرة على الاضطلاع بالمهام الهجومية والدفاعية أيضا''. لم نتأهل بعد إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا وأكد حاليوزيتش في ختام حديثه للصحفيين، بأن التأهل إلى جنوب إفريقيا لم يحسم بعد أمام منافس ''شرس'' مثل ليبيا، موضّحا ''صحيح أننا قطعنا خطوة كبيرة لأجل التأهل، لكننا لم نحسمه بعد، ربما المنتخب الليبي لم يكن خطيرا أمامنا، وكانت له فرصتان خلال المباراة، لكنه يبقى منافسا صعبا وترتيبه في تصنيف ''الفيفا'' الشهري وفوزه على منتخبات عريقة في إفريقيا لم يأت من فراغ''. وأضاف مدرب المنتخب الوطني ''الفوز خارج الديار دائما جيد ومفيد، وأحيّي اللاّعبين على ما بذلوه من جهود، لكننا لم نتأهل بعد وكل شيء وارد في كرة القدم''.