خلّفت العمالقة في الحجاز قبيلة جرهم اليمنية، وفي عهدهم، قدم إلى مكة سيّدنا إبراهيم مع زوجه هاجر المصرية وابنهما إسماعيل، على الجميع الصّلاة والسّلام، وقد أمره الله تعالى ببناء البيت الحرام أو الكعبة، واشترك معه في بنائها ابنه إسماعيل، وفي ذلك يقول عزّ وجلّ: {وإذْ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربّنا تقبَّل منّا إنّك أنت السّميع العليم} البقرة .127 ظلّت قبيلة جرهم تلي البيت الحرام نحو ثلاثمائة سنة، حتّى تغلّبت عليهم قبيلة خزاعة اليمنية بزعامة عموا بن الحي الخزاعي الذي غيَّر دين إبراهيم الخليل عليه السّلام، وحثّ العرب على عبادة الأوثان والأصنام. ويروى أنّه ارتحل إلى مدينة البلقاء بالشام، فرأى أهلها يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون؟ قالوا: هذه أصنام نستنصرها فتنصرنا، ونستسقي بها فنسقى. فقال: ألا تعطوني منها صنمًا فأسير به إلى أرض العرب عند بيت الله الذي تغدو إليه العرب؟ فأعطوه صنمًا يقال له هُبَل، فقدم به مكة فوضعه عند الكعبة، وهو على صورة إنسان وكان مصنوعًا من العقيق. وقد كسّرت ذراعه، فأبدله القرشيون بذراع من ذهب. وقدّسَت بعض القبائل أصنامًا معيّنة، منها ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وهي أصنام قوم سيّدنا نوح، عليه السّلام، قال تعالى عنها في سورة نوح: {قال نوح ربّي إنّهُم عصوني واتّبعوا مَن لم يَزِدْهُ مالُه وولدُه إلاّ خسارًا ومكروا مكرًا كُبّارًا وقالوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُم ولا تذرنّ وُدًا ولا سُوَاعًا ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرَا وقد أظَلُّوا كثيرًا ولا تَزِدِ الظّالمين إلاّ ظلالاً} نوح 21 .24