قال مسؤولون يوم الاثنين ان الانتخابات البرلمانية التي جرت في روسياالبيضاء وقاطعتها الاحزاب الرئيسية للمعارضة طغى عليها مرشحون موالون للرئيس الكسندر لوكاشينكو الذي يواصل تعزيز اركان حكمه الشمولي المستمر منذ 18 عاما للجمهورية السوفيتية السابقة. وسجل مسؤولو اللجنة الانتخابية 109 مرشحين فائزين جميعهم يمثلون الاحزاب المؤيدة للحكومة. وفشلت شخصيات المعارضة المعتدلة التي شاركت في الانتخابات في الفوز بموطيء قدم. وقال نيكولاي لازوفيك وهو مسؤول رفيع باللجنة في مؤتمر صحفي "يبدو ان مرشحي أحزاب المعارضة لم يحصلوا على ثقة دوائرهم الانتخابية." وفي معرض تقييمها لهذه الانتخابات قالت منظمة الامن والتعاون في اوروبا يوم الاثنين إنها لم تكن حرة ولا نزيهة. وقال ماتيو مياتشي المنسق الخاص للمنظمة في بيان "لم تتسم هذه الانتخابات بالتنافسية منذ بدايتها. تعتمد أي انتخابات حرة على ان يتمتع الناس بحرية الرأي والتنظيم وخوض الانتخابات. ونحن لم نشهد أيا من ذلك." وقال تقرير مبدئي للمنظمة التي نشرت 330 مراقبا لهذه الانتخابات إن كثيرا من الساسة البارزين ممن كان ينتظر منهم ان يلعبوا دورا مهما في الانتخابات "اما ظلوا في غياهب السجون او لم يكن يحق لهم تسجيل اسمائهم اصلا بسبب سجلهم الجنائي." وقالت المنظمة إن مراقبيها لم تتح لهم "فرص جادة" للاشراف على عمليات فرز الاصوات وسجلوا تقييما سلبيا عن هذه العمليات في عدد لا بأس به من مراكز الاقتراع. ووجه حزبا المعارضة الرئيسيان وهما الحزب المدني المتحد وجبهة الشعب في روسياالبيضاء نداء الى الشعب للذهاب الى الصيد بدلا من التصويت احتجاجا على احتجاز معتقلين سياسيين وتزوير الانتخابات. وتقول منظمات حقوق الانسان ان الفترة التي سبقت اجراء الانتخابات امس الاحد اتسمت باعتقال واحتجاز نشطاء المعارضة. وندد لوكاشينكو بزعماء المعارضة بوصفهم "جبناء ليس لديهم ما يقولونه للشعب" لحثهم الناس على مقاطعة الانتخابات بوصفها عملية صورية. ويتولى لوكاشينكو السلطة منذ عام 1994 ويسيطر بيد من حديد على البلاد التي يبلغ عدد سكانها 9.5 مليون نسمة. قالت ليديا يرموشينا رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات في مؤتمر صحفي في ساعة مبكرة من صباح الاثنين ان "الانتخابات جرت واختير في اطارها 109 نواب." واضافت ان نسبة الاقبال كانت عالية وبلغت 74.3 في المئة ولكنها لم تعلق على مااذا كانت دعوة المعارضة لمقاطعة الانتخابات كان لها أي تأثير. وفي دفاع عن حكمه المستمر منذ 18 عاما وعدم تسامحه مع المعارضة قال يوم الاحد لوكاشينكو الذي كان مدير مزرعة حكومية في العهد السوفيتي ووصفته ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بانه اخر دكتاتور في اوروبا "لسنا بحاجة لثورات واعادة تنظيم. اذا اثيرت شكوك هذه المرة في خيار شعب روسياالبيضاء فحينها لا أعرف اي المعايير ستكون الأنسب في الانتخابات المقبلة." وعندما سُئل عن الاعتراف الغربي الممكن بالانتخابات قال "نحن لا نجري انتخابات من اجل الغرب. المهندس الحقيقي هو شعب روسياالبيضاء." وتدهورت علاقات لوكاشينكو بالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي - وهي علاقات لم تكن جيدة على اي حال - عندما شن حملته الامنية الضارية ضد احتجاجات الشوارع التي خرجت للاعتراض على إعادة انتخابه في ديسمبر كانون الاول عام 2010. اعتقل عشرات من معارضيه .ولا يقوم كثيرون منهم بدور بارز الان بعد قضاء فترات في السجن كما فر بعضهم الى خارج البلاد. ولم تشر محطات الاذاعة والتلفزيون التي تديرها الدولة لدعوة المقاطعة. ومنعت جماعات المعارضة من تنظيم احتجاجات في الشوارع او توزيع منشورات لدعم حركتها ومنعت بعض شخصيات المعارضة من تسجيل نفسها للترشح لاسباب فنية