قررت وزارة الصحة السعودية اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس شبيه بوباء ''سارس''، وهذا استجابة لتحذيرات المنظمة العالمية للصحة، التي أكدت، رسميا، ظهور المرض بالسعودية، بعد التأكد من وقوع إصابتين، فيما لم تتأكد الإصابة الثالثة، وفقا لتقارير إعلامية أشارت إلى موت اثنين من المصابين، بحسب بيان من الوكالة البريطانية للصحة. جاء، في بيان لمنظمة الصحة العالمية، أن مواطنا قطريا، يبلغ من العمر 49 عاما، سافر إلى السعودية قبل إصابته، وأدخل العناية المشددة في الدوحة يوم 7 سبتمبر الجاري، وجرى نقله إلى بريطانيا بالإسعاف الجوي. وأشارت الوكالة البريطانية للصحة أنه كانت هناك حالات خطرة أخرى بإصابات بجهاز التنفس في الشرق الأوسط، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إضافة إلى شخص خضع للعلاج في بريطانيا، لكنه توفي لاحقا. وأفادت المنظمة، أمس، أنها تسعى جاهدة لجمع مزيد من المعلومات حول الفيروس الجديد، الذي ينتمي لعائلة فيروس ''سارس'' الذي ظهر في عام .2002 وتتمثل أعراض المصابين بالفيروس بإصابة ''ضحاياه'' في البداية بصعوبة في التنفس وأعراض تقترب من المصاب بالزكام، متبوعة بارتفاع كبير في درجة الحرارة، ويتطور بعدها الوضع إلى التهاب رئوي ''غامض وقاتل''. ومعروف عن فيروس ''سارس'' أنه سلالة جديدة من فيروس ''كورونا''، ويتميّز بخصائص تجعلها تنشأ وتحيا داخل جسم الإنسان بصورة نشطة، ويملك قوة تغيير خلاياه بسرعة كبيرة، ما يجعل من الصعب تطوير لقاح لمقاومة المرض. وقد أودى الفيروس بحياة 117 شخص، وإصابة نحو 3000 آخرين، عبر دول العالم، منذ ظهوره لأول مرة في الصين. وما تزال أبحاث العلماء لم تحدد أسبابه، واعتبرته، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ''خطرا حقيقيا قائما'' إلى غاية اليوم. من جهته، أوضح الرئيس السابق للبعثة الطبية الجزائرية، والمفتش العام بوزارة الصحة الدكتور عبد القادر قنار، أمس، في تصريح ل''الخبر''، بأن ''أغلب أعضاء البعثة الطبية تنقلوا إلى البقاع المقدسة، في انتظار أن يصل البقية غدا الأربعاء''. وأضاف ''رئيس البعثة الطبية الجزائرية الدكتور ضيف سعيد هو الآخر هناك، حيث سيتباحث مع السلطات الصحية السعودية حول هذا الفيروس الشبيه ب''سارس''، لمعرفة ما يجب اتباعه من إجراءات لتقليل الإصابة والعدوى للحجاج الجزائريين''. ولم يخف الدكتور قنار بأن ''البعثة الطبية تتوفر على 10 طن من الأدوية المختلفة، بما فيها الأقنعة التي ستوزع على الحجاج، إن اقتضت الضرورة ذلك، لأننا وفرنا كميات لا بأس بها من هذه الأقنعة الضرورية''. مضيفا بأن ''المديرية العامة للوقاية وترقية الصحة على مستوى وزارة الصحة تتابع تطورات الإصابة بهذه الفيروس الشبيه بالأنفلونزا''. وتخوف المتحدث من رفض الحجاج الجزائريين ارتداء ''الأقنعة الواقية''، كما يحدث في كل مرة ينتشر فيه فيروس أنفلونزا في البقاع المقدسة، خصوصا وأن الأعراض تتعلق بصعوبة التنفس والتهاب رئوي غامض، ولهذا سيتم التنسيق مع وزارة الحج السعودية لضبط كل الإجراءات اللازمة، بالتعاون مع الديوان الوطني للحج والعمرة. وبخصوص توفير اللقاح ضد الزكام للحجاج، أشار الدكتور قنار إلى أنه ليس إجباريا، وقد تم جلب الكميات اللازمة، وينصح به لمن يعانون من أمراض مزمنة، قبل التوجه إلى البقاع المقدسة، حيث يجدونه على مستوى كل المؤسسات الاستشفائية المتخصصة.