قدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ما يشبه ''الاعتذار'' لفئة الحركى عما أسماه ''تخلي فرنسا عنهم قبل 50 عاما''، و ذكر هولاند أن ''فرنسا تكبر دائما عندما تعترف بأخطائها''، وذلك في رسالة إلى الحركى الذين تطلق عليهم الدولة الفرنسية تسمية ''قدامى المتعاونين مع الجيش الفرنسي في الجزائر'' بمناسبة يوم تكريم وطني مخصص لهم. قال فرنسوا هولاند في رسالة تلاها نيابة عنه، الوزير المنتدب ''لقدماء المحاربين'' قادر عارف، أمس، خلال احتفال في باحة الشرف في ساحة ''ليزانفاليد'' في باريس، إن ''ذاكرة الحركى ذاكرة حية ومتألمة، وهي تفرض على فرنسا عودة إلى ذاتها وإلى تاريخها، وفي هذا اليوم الوطني المخصص للذكرى، من المهم قول الحقيقة، واستخلاص العبر''. وتوجه هولاند، الذي تعذر عليه حضور الاحتفال بسبب سفره إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، للحركى بالقول إن ''فرنسا تكبر دائما عندما تعترف بأخطائها''، ويحيل هذا القول إلى ما يشبه الاعتذار عما تعتقده باريس تخليا عن آلاف الحركى في الجزائر بعد توقيع اتفاقيات إيفيان، ويدعي مؤرخون فرنسيون بأن جيش التحرير الوطني قتل المئات منهم بين مارس وجويلية .1962 وأضاف الرئيس الفرنسي ''قبل 50 عاما تخلت فرنسا عن جنودها، أولئك الذين منحوها ثقتهم، أولئك الذين وضعوا أنفسهم تحت حمايتها، أولئك الذين اختاروها وخدموها''، معلنا أن ''فرنسا تكبر دائما عندما تعترف بأخطائها''. وتحدث أيضا عن نيته في أن ''يؤكد للحركى وأحفادهم امتنان الجمهورية''، وهذا الاعتراف بمسؤولية فرنسا مطلب قديم للحركى وعائلاتهم الذين يناهز عددهم 500 ألف شخص. ومعلوم أن هولاند رفع خلال حملته الرئاسية، شعارا بأنه ''سيعترف علنا بمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركى والمذابح التي راح ضحيتها من بقي منهم في الجزائر، والظروف التي استقبلت فيها عائلاتهم التي نقلت إلى معسكرات في فرنسا''. ولم تختلف حدود خطاب هولاند عن مواقف سابقه نيكولا ساركوزي، رغم اتهام الأخير بأنه أكثر غلوا في التودد لهذه الفئة، فهو أيضا تحدث عن مسؤولية فرنسا التاريخية في التخلي عن الحركى، وأن بلاده تتحمل ''المسؤولية التاريخية''، وأضاف ''على فرنسا كما فعلت دائما النظر إلى تاريخها وتحمل الأخطاء التي اقترفتها. وفي هذا الإطار لا شيء يمكن أن يبرر أو يعذرها في التخلي عن هؤلاء الذين اختاروا فرنسا''.