استطاع أفراد الأمن الوطني، بعنابة، خلال 48 ساعة الماضية، تحرير سكان البوني وحي وادي الذهب ببلدية عنابة، من قبضة تجار العربات، بعد أن تقرر إزالة أكبر وأقدم سوق فوضوي بالمدينة. حسب شهود عيان، فقد عرفت العمليتان، اللتان جندت لهما قيادة الأمن الوطني أكثر من 400 عون أمن عمومي، وقوع مشادات عنيفة بين الباعة الفوضويين وأعوان مكافحة الشغب، جراء محاولة مجموعة من تجار العربات استخدام العنف لمنع قوات الأمن من تأدية مهامهم. وقد أسفرت أول عملية تدخل، صبيحة الأربعاء الماضي، على مستوى السوق الفوضوي بالبوني، عن تدمير وإزالة حوالي 100 عربة بيع للخضروات، وتوقيف شخصين، بتهمة السب والشتم والتهجم باستخدام القوة في حق أعوان الأمن العمومي، وإحالتهما على نيابة الجمهورية بمحكمة الحجار، التي أصدرت في حق مسبوق قضائيا أمر إيداع. في حين عرفت عملية تطهير حي واد الذهب، من أكبر سوق فوضوي بالمدينة، ''سوق الليل''، والتي دامت أكثر من 7 ساعات بداية من ليلة الأربعاء إلى فجر يوم الخميس، وقوع مشادات عنيفة بين الباعة الفوضويين وأفراد قوات الأمن، جراء منع هؤلاء الباعة لعمال البلدية من مباشرة حملة تطهير الطريق العمومي من الاحتلال غير الشرعي للعربات، الأمر الذي أثار غضبهم، ودفعهم إلى استخدام العنف ورشق أعوان الأمن بالحجار، إضافة إلى قيام مجموعة أخرى من المحتجين، بإضرام النيران في بعض العربات الخشبية المتواجدة وسط الطريق العمومي، ما تسبب في صعود دخان خانق، صعب تدخل قوات الأمن الوطني، التي استنجدت قيادتها بعربات الحماية المدنية لإخماد النيران المشتعلة في العربات الخشبية، حيث سمح تدخل الحماية المدنية بإتمام قوات الأمن، في حدود الساعة الرابعة صباحا، عملية الإزالة التامة للعربات الخشبية من الطريق العمومي، الذي ظل مغلقا منذ سنوات في وجه المارة والعربات. وفي العاصمة انطلقت، أمس، عملية تطهير شوارع وحدائق باب الوادي من الباعة الفوضويين، أين تمركزت مصالح الشرطة منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس بالعديد من النقاط السوداء ومنعت الباعة من عرض سلعهم. العملية التي انطلقت في حدود الساعة السادسة صباحا لم تلق أي مواجهة من طرف الشباب، بل استطاعت مصالح الشرطة التحكم في الأمور ومنع جميع الباعة من مزاولة نشاطهم بعدة نقاط، على غرار حديقة النصر بساحة الساعات الثلاث، وحي نيلسون، بالإضافة إلى عدة أحياء وأزقة بباب الوادي. وتجدر الإشارة إلى أن العملية لا تزال متواصلة وستمس هذه الأيام عدة أحياء بالمنطقة كالساعات الثلاث وحي باسطا. من جهتهم أبدى الشباب الذين التقتهم ''الخبر''، أمس، تذمرهم من العملية، مشيرين إلى أن السلطات المعنية شرعت في تطهير الشوارع قبل أن تجد لهم حلا لمواجهة البطالة التي تدفعهم إلى انتهاج التجارة الفوضوية لتوفير لقمة عيشهم.