قامت مصالح الأمن خلال الساعات الأولى من صباح أمس، بإزالة جميع طاولات الباعة الفوضويين بسوق باش جراح الشعبي، واضعة بذلك حدا لمعاناة عاشها السكان لأكثر من عقد من الزمن، وسط الضجيج والأوساخ. استيقظ سكان باش جراح بالعاصمة في حدود الرابعة ونصف صباحا، على صوت الشاحنات والجرافات وهي تزيح كل الخيم والهياكل الحديدية وطاولات الباعة الفوضويين، المنصوبة على الطريق، وشاحنات الحماية المدنية التي تدخلت لإطفاء الحرائق التي كانت مشتعلة في القمامات ومخلفات الباعة منذ ليلة أول أمس. وكان عدد من الباعة الفوضويين قد شرعوا في نقل سلعهم وتفكيك الخيم والقضبان الحديدية، منذ مساء أول أمس، بعد بلوغهم معلومات تفيد بعزم مصالح الأمن تطهير البلدية من السوق، مثلما حدث بحي بلوزداد، في حين استيقظ آخرون في الساعات الأولى من الصباح وشرعوا في نقل سلعهم بعدما سمحت لهم مصالح الأمن بذلك، قبل أن يصل قرار في حدود الساعة السادسة ونصف صباحا يأمر بإزالة كل الطاولات دون انتظار أصحابها. وشعر سكان عمارات باش جراح1 وأحياء النخيل ولاغلاسيار ووادي أوشايح، بفرحة عارمة بعدما انتهى الكابوس الذي عاشوه لأكثر من عقد من الزمن وسط الفوضى والأوساخ والضجيج، فيما خيم جو من الحزن والصمت في أوساط الباعة، خصوصا أبناء الحي الذين وجدوا أنفسهم محالين على البطالة إجباريا، كما عبر أحدهم قائلا ''السلطات قطعت خبزة أولادي، لا أدري من أين سأسترزق الآن''. ولم تسجل أي مواجهة باستثناء بعض المناوشات الكلامية بين الشرطة والمواطنين، بعدما قامت قوات مكافحة الشغب بتطويق مداخل أحياء النخيل ولاغلاسيار ووادي أوشايح لمنع وقوع أي انزلاق، وأجبرتهم على سلك طريق آخر للتوجه إلى عملهم، الأمر الذي أثار تذمرهم واستياءهم، كما تم تسجيل مناوشات كلامية بين أفراد الشرطة وبعض الباعة إثر حجز سلعهم. وحضر عملية إزالة السوق كل من والي العاصمة الذي غادر بسرعة، ليلتحق بعده الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للحراش محمد لبقة، وفي حديث جمعه ب''الخبر'' قال ''كان واجبا أن نزيل السوق الفوضوي للقضاء على المشكل نهائيا، خصوصا بعد الشكاوى المتكررة للسكان، فالباعة لم يكتفوا بالرصيف بل استحوذوا حتى على الطريق''. وحول مصير الباعة، خصوصا وأن العديد منهم يعيلون أسر ويسترزقون من الطاولات، أضاف محدثنا ''نحن لم نغلق أبواب الحوار في وجه الباعة، ولكن لا يمكن أن نفاوضهم وهو يحتلون الطريق، الآن أبواب الحوار مفتوحة، كما أننا سنضع مكتبا بالبلدية لتسجيلهم، قصد حصولهم على طاولات بالسوق الجواري لحي النخيل وبوروبة، علما أن هناك قائمة سابقة أحصينا فيها الباعة''. وحول رفض سكان حي النخيل لجلب الباعة قال لبقة إن القرار اتخذته الدولة ولا يمكن مناقشته، كما أنه لا يمكن للسكان مساومتنا بترحيلهم مقابل نقل السوق إلى هناك، أما بخصوص الباعة وتخوفهم من عزوف الزبائن عن الذهاب إلى هناك قال''الرزق على ربي، وعليهم أن يجربوا أولا ثم يحكمون بعد ذلك''. وأكد محدثنا أن عملية إزالة الأسواق الفوضوية في مقاطعة الحراش متواصلة، حيث سيكون الدور في المرة القادمة على سوق بومعطي بالحراش، إلا أنه رفض الإفصاح عن تاريخ العملية. للإشارة فقد أوقفت مؤسسة النقل الحضرى ''إيتوزا'' كافة الخطوط في اتجاه باش جراح، قصد السماح لقوات الأمن والحماية المدنية بركن مركباتهم في المحطة.