بعض الجزائريين لم يفهموا الثورة السورية يرى عضو مجلس شورى الإخوان المسلمين السوريين بالخارج، الدكتور خالد أحمد الشنتوت، أن الثوار لن يقبلوا بفاروق الشرع لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا، بسبب علاقته بنظام بشار الأسد. فيما تطمح المعارضة في الخارج لإيجاد مخرج يرضي الطرفين حقنا لدماء السوريين، مؤكدا أن نجاح المقترح التركي مرتبط برحيل الأسد. ما هو تقييمكم للوضع في سوريا حاليا؟ يثور الشعب السوري، اليوم، ضد نظام بشار الأسد المحتل، لأنه يتعامل مع شعبه بالدبابات والصواريخ والقصف بأحدث الطائرات، كما يتعامل المحتل. أما حالة الشعب حاليا فهي بالغة السوء، فحوالي مليون سوري مهجر داخل سوريا، بعد أن فقدوا مساكنهم، وربعه لاجئ، في تركيا ولبنان والأردن والعراق، ويعيش حالة التشرذم. الشعب السوري بحاجة إلى دعم إعلامي وسياسي وإغاثي من إخوانه العرب والجزائريين على الخصوص. أتعتقد أن الجزائريين مقصرون في هذا الجانب؟ لا أبدا.. إعلامنا ضعيف ولم نستطع إيصال صوتنا للإخوة.. أتينا إلى الجزائر لنشرح حقيقة الثورة السورية وواقعها، ولا ننتظر من الجزائر، بلد العروبة والحرية، إلا كل الخير. هناك إشكالية، فبعض الجزائريين يعتقدون أن ما يجري في سوريا يشبه ما حدث في العشرية السوداء بالجزائر. لكن في سوريا، ثار الشعب كله ضد نظام الأسد المستبد، الذي باع سوريا لإيران. لإيران أطماع في العالم العربي، بالأخص في الحرمين، لأنها ترى أنهما من حقها. والغريب أنها تصرح علنا بأنها لن تسمح بسقوط نظام الأسد، وتدعمه بالسلاح وحتى بالمتطوعين من حزب الله والحوثيين وغيرهم. هل التقيتم بقيادات جزائرية ؟ التقينا ببعض الإخوان من الحركات الإسلامية الجزائرية، وقمنا بشرح موقفنا ونقلنا الصورة للإخوان الجزائريين ورأينا في الوضع. ونأمل أن ينقلوا بدورهم هذا الموقف للرأي العام والشارع الجزائري. ما موقفكم من الاقتراح التركي بتولي فاروق الشرع المرحلة الانتقالية؟ أرى أن مرحلة انتقالية يقودها فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية، يُرضي الطرفين، المعارضة ونظام الأسد، وهو مقبول بالنسبة للمجلس الوطني السوري. لكن لا أعتقد أنه مقبول من قبل الثوار في الداخل، وأشك في أنهم سيقبلون به، ومع ذلك أتمنى أن يستطيع السياسيون في الخارج إقناعهم بالقبول حقنا للدم السوري، فقد وصل عدد الضحايا (35 ألف سوري)، بالإضافة إلى مئات المعتقلين والمفقودين. لمَ يرفض الثوار فاروق الشرع؟ شارك فاروق الشرع في حكم الأسد وهو من أبناء النظام، فالثوار ينظرون إلى كل من شارك في النظام عدوا لهم، وهي نظرة شباب فيها شيء من التشدد والتطرف الزائد. وما موقف المعارضة في الخارج؟ كمعارضة في الخارج، نقبل كحل وسط حكومة انتقالية لمدة سنة، ثم تنظم انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة، ومن يأتي به الصندوق نرحب به. يرى الكثيرون أن عدم وجود توافق بين المعارضة في الخارج والثوار قد أطال عمر الأزمة في سوريا ؟ أرى أن هذا الحكم مبالغ فيه. أولا.. ليس غريبا أن لا نجد توافقا في معارضة عاشت أكثر من 20 سنة مع نظام يمنع أي تواصل بينها، ما اضطر الكثيرين إلى الهجرة، كما أنه في الوضع الحالي ليس من السهل أن نتفق على قرار واضح. ومع ذلك، أرى أن المجلس الوطني السوري، الذي سيجتمع يوم 14 أكتوبر القادم بالدوحة، يشكل 70 بالمائة من تركيبة المعارضة السورية، وعمره حاليا سنة ويتمتع بقدر كبير ومحترم من التوافق الداخلي. وماذا سيقترح هذا المجلس في حالة رفض الثوار مقترح تركيا وعدم القبول بالشرع؟ سنحاول أولا إقناع الثوار بقبول الشرع، فإن لم يقبلوا سنبحث عن شخصية ثانية تكون محل إجماع لدى النظام والثوار على السواء، وهذا ليس مستحيلا حاليا، كلنا حريصون على وقف نزيف الدم. ما مصير الرئيس بشار الأسد في حالة قبول المقترح التركي من كل الأطراف؟ المتفق عليه حاليا هو أن يرحل، فقبول مقترح تعيين الشرع في المرحلة الانتقالية مرتبط أصلا برحيل الأسد بلا محاكمة ودون أي شيء آخر. كنا نتمنى أن تجرى محاكمة لنستعيد أموال الشعب التي نهبت في عهده، لكن هذا هو الوضع حاليا. رغم كل الضغوطات الخارجية لم يسقط نظام الأسد لا عسكريا في الميدان ولا سياسيا ماذا بعد؟ رغم أن البعض يرى أن المعركة لم يتبق لها الكثير، إلا أنني أرى العكس، فالمعركة ستطول، لأن النظام السوري يتلقى الدعم من إيران ومن حلفائه. كما أن أمريكا تريد إطالة لحظة الحسم، كي تتمكن من تأمين بديل للأسد يكون خادما لها. على الرغم من وصف نظام الأسد بالعدو الأول لأمريكا، إلا أن ذلك غير صحيح، فنظام الأسد هو أداة أمريكية تخدم مخططات أمريكا في المنطقة، ولذلك اشترطت ألا يصل السلاح الثقيل والفعال للثوار إلى حد الآن.