الجيش الحر يهاجم المراكز الأمنية في حلب شرعت القوى المعارضة للنظام السوري في الداخل والخارج في تحضير نفسها لمرحلة ما بعد الأسد، ففيما اجتمعت أمس المعارضة في القاهرة لتشكيل حكومة انتقالية تقود سوريا بعد سقوط الأسد، برئاسة هيثم المالح، قدم الجيش الحر مقترحا مفصلا حول كيفية تسيير المرحلة الانتقالية، بحيث يترأس الحكومة ملهم الدروبي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، بينما أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بهدف ''تنسيق الجهود لتسريع الانتقال السياسي في سوريا''. قال وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا من تونس ''إنه يجب الإبقاء على القوات الحكومية في سوريا متماسكة عندما يطاح بالرئيس بشار الأسد من السلطة، محذرا من تكرار أخطاء حرب العراق''، بينما أعلن مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى، أمس، أن أكرادا سوريين تدربوا في مخيمات بإقليم كردستان العراق على أيدي قوات كردية ''لملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوري''. حرب كر وفر في حلب هاجم مقاتلو الجيش الحر المراكز الأمنية في مدينة حلب شمال سوريا أمس، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تواصلت الاشتباكات على أطراف حي صلاح الدين الذي أعلن الإعلام السوري أول أمس الاثنين أن قوات النظام دخلته و''طهرته من العصابات الإرهابية''، بينما نفى الجيش السوري الحر ذلك. وذكر المرصد أن ''40 عنصرا من عناصر الشرطة قتلوا في قسم حي باب النيرب إثر اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة''، مشيرا إلى معلومات عن سيطرة المقاتلين على قسم الشرطة في حي مساكن هنانو. وكان بيان سابق للمرصد أفاد عن ''اشتباكات في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية''، وعن هجوم ''لمقاتلين من الكتائب الثائرة بقذائف أر.بي.جي على مقر المحكمة العسكرية وقسم شرطة الصالحين وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي'' في حلب. وقال صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية قرب حلب، إن حدة القصف انحسرت ''أمس'' في المدينة، ولم تسمع أصوات انفجارات قوية كما الأيام الماضية. إيران تؤكد أنها لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا أعلن الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس أركان الجيش الإيراني أن إيران ''لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا''، لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي، حسبما نقلت عنه صحيفة ''شرق'' أمس. وصرح جزائري ''في الوقت الحالي ليس من الضروري أن يتدخل أصدقاء سوريا، وتقييمنا هو أنهم لن يحتاجوا لذلك''. وكانت صحيفة ''الوطن'' القريبة من النظام السوري أوردت أول أمس أن إيران حذرت تركيا من رد ''قاس'' في حال تدخلها عسكريا في سوريا و''تغيير قواعد اللعبة''. وتابع جزائري إن ''كل فصائل المقاومة لإسرائيل، أي حزب الله اللبناني والحركات الإسلامية الفلسطينية، هم أصدقاء لسوريا بالإضافة إلى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية (روسيا والصين)''. ومضى يقول ''سنقرر وفقا للظروف كيف سنساعد أصدقاءنا والمقاومة في المنطقة. لن نسمح للعدو بالتقدم''. وهذا التحذير موجه إلى الولاياتالمتحدة والدول الغربية، وأيضا السعودية وقطر وتركيا، التي تتهمها إيران الحليف الإقليمي الأساسي لسوريا بتقديم دعم مالي وعسكري للمقاتلين المسلحين المعارضين لنظام بشار الأسد. وفي سياق آخر، قالت مصادر إعلامية سورية إن إيران ستقدم قرضا للسلطات السورية بقيمة مليار دولار لاستخدامه في مشروعات توليد كهرباء وتأمين احتياجات سوريا من مازوت وغاز ووقود ومستلزمات إنتاج بعض الصناعات الحيوية كالأدوية وغيرها. الأسد فقدَ السيطرة على أجزاء كبيرة من ريف حلب جريدة الواشنطن بوست الأمريكية، وفي روبورتاج ميداني من ريف حلب، أكدت استنادا إلى شهادات سكان المنطقة، أن النظام السوري لم يعد يسيطر سوى على المدن، أما المعارضة فسيطرت في الأسابيع الأخيرة على المناطق التي تمتد من الحدود التركية إلى غاية مدينة حلب التي تدور فيها معارك شرسة بين الجيش النظامي والجيش الحر. ونقلت الواشنطن بوست شهادات حية عن انتفاضة أهل ريف حلب، رغم أن النظام السوري وضع فيها الكثير من قوات الأمن لأنه لم يكن يريد أن يخسرها بالنظر لأنها الأكثر سكانا وازدهارا من 14 محافظة سورية، وموقعها على الحدود مع تركيا وفر لها أهمية إستراتيجية، مما جعلها تلعب دورها كمركز للتجارة والزراعة في البلاد. دمشق تطلق سراح 133 معتقل أطلقت السلطات السورية المختصة اليوم الثلاثاء سراح 133 شخصا تم توقيفهم على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ''133 شخصا تورطوا في الأحداث الأخيرة سلموا أنفسهم إلى الجهات المختصة في محافظات دمشق وريفها وحمص وإدلب''.