السيناريو الليبي مستبعد بسبب حلفاء سوريا في المنطقة يرى ريبال رفعت الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، أن تشتت المعارضة السورية هو السبب في إطالة عمر الأزمة، مؤكدا أن الجيش لن يعزل الرئيس بشار ما لم يجد أمامه معارضة واعية. قال ريبال الأسد، نجل رفعت الأسد، في حوار ل''الخبر''، من منفاه بلندن، إنه ''يشعر بعدم التفاؤل لمصير بلده سوريا، في ظل ما يجري حاليا من اقتتال، فقد أظهر نظام الرئيس بشار للعالم أجمع ماذا بوسعه أن يفعل للبقاء في الحكم، بينما أوضحت المعارضة السورية في الخارج حجم بعدها عن تطلعات الشعب في الداخل''. ويرى ريبال الأسد أنه ''من غير المعقول أن تدخل المعارضة السورية في حملة سباب وشتائم لبعضها البعض، بينما يموت الناس منذ أشهر''، منتقدا بشكل أساسي دعوة نائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام (دون أن يذكره بالاسم) للتدخل الأجنبي. وقال في هذا الإطار ''هناك أناس يعيشون رفقة عائلاتهم خارج سوريا ويدعون للتدخل الأجنبي، هل هذا معقول، إنها كارثة، الضحية سيكون الشعب وليس هؤلاء''. وبرّر ابن عم بشار الأسد سبب عدم وجاهة التدخل العسكري في سوريا مثلما حدث في ليبيا، بالقول: ''الوضع مختلف بين سوريا وليبيا، فسوريا لديها حلفاء في إيران، وحلفاء إيران في العراق، ولديها حلفاء إيران في لبنان، وسوريا لديها حليف اسمه الحزب القومي السوري وحزب البعث في لبنان، وهناك جماعة الجنرال ميشال عون''. وأضاف ريبال في تعداد الفوارق بين سوريا وليبيا قائلا ''الجيش السوري تعداده نصف مليون، وهو جيش منظم وليس كالجيش الليبي، وليس من السهل تصور حملة لحلف الناتو على سوريا دون أن يكون هناك ردا قاسيا من الجيش السوري. هناك فارق آخر، عدد سكان ليبيا كلها 6 ملايين، وفي دمشق العاصمة وحدها يعيش 6 ملايين، يعني عدد الضحايا سيكون كبيرا''. وحسب المتحدث، في حواره ل''الخبر''، فإن ''الشيء الوحيد الذي نجح فيه الليبيون بينما فشل السوريون، يتعلق بتوحيد المعارضة لصفوفها في مجلس انتقالي واحد، عكس الحالة السورية''. وهنا يفصل ريبال الأسد في هذه النقطة قائلا ''المجلس الوطني السوري، غير منتخب من الشعب السوري بكل أطيافه، ففيه فقط الإخوان المسلمون وعدد من الشخصيات السورية''، ومشكلة المعارضة السورية، حسب ريبال الأسد، أنها ''مشتتة ولم توحد مواقفها، فمعارضة الخارج ترفض الحوار مع الرئيس بشار بينما معارضة الداخل وافقت على الحوار، يعني لماذا لا يتم الاتفاق على الدخول في حوار مع النظام لإحراجه من خلال الجامعة العربية''. ولم يستبعد المتحدث، في سياق انتقاده لتفكك المعارضة، أن ''يكون نظام بشار الأسد قد نجح في زرع عناصر من المخابرات في صفوف المعارضة لخلق هذا التشتت''. وسألت '' الخبر'' ريبال الأسد عن دور الجيش السوري فيما يجري، وهل بالإمكان تكرار السيناريو التونسي أو المصري، بعزل الرئيسين، بن علي ومبارك، فأجاب بالقول ''الجيش السوري لن يعزل الرئيس بشار في غياب معارضة واعية، لأن الجيش هو في النهاية عبارة عن مواطنين سوريين أيضا، وضباط الجيش لن يقدموا على قرار مثل هذا أمام معارضة غير واعية ومشتتة قد تنقلب عليهم''. وبشأن الصور التي تظهر أفراد الجيش يقمعون المتظاهرين، قال ريبال ''المخابرات في بداية الأزمة قامت بتزويد عناصر من جماعة فتح الإسلام المتشددة بالسلاح، وهؤلاء قاموا بأعمال، وطبعا انتقل الأمر بالنسبة للجيش إلى مهمة محاربة المتشددين والإرهابيين، وأنا هنا أقول إن المتطرفين موجودون في كل مكان بالعالم وليس بسوريا فقط''. وبخصوص علاقة عائلة والده رفعت الأسد مع الرئيس بشار في ظل الأزمة الخانقة التي تهدده، وعما إذا كانت الأزمة قربت صلة الدم بينهما، أوضح ريبال مؤكدا ''لا توجد هناك أي اتصالات ولا محاولات، بل أقول لك إن نظام الأسد تحاور مع الإخوان وهم أعداؤه، ولكنه رفض وساطة للحوار مع والدي''، مضيفا بقوله ''عائلة الأسد تضم المئات و99 بالمائة منهم لا علاقة لهم ببشار، وهناك ضباط من العائلة مقعدون في بيوتهم، وهناك من عائلة الأسد من لا عمل لهم، بل إن بشار لما جاء للحكم استدعى بعضهم وأدخلهم للسجن، وهم كانوا يظنون أنه سيمنحهم وظائف''.