حذّرت منظمة أوكسفام البريطانية من تفاقم أزمة الغذاء في مناطق واسعة من الصومال خلال الأشهر المقبلة بشكل يهدد بحدوث أزمة إنسانية طويلة الأجل. وأوضحت أوكسفام في تقرير جديد، بأن نقص المياه والأغذية في أجزاء من الصومال وصل إلى مستويات حرجة مع ارتفاع سوء التغذية إلى معدلات مخيفة. واستند تقرير منظمة أوكسفام الي دراسة حديثة أجرتها في 40 منطقة في الصومال لمعرفة آثار موجة الجفاف التي اجتاحت الصومال العام الماضي، والتي أدت الي مجاعة راح ضحيتها الآلاف. ويقول التقرير إنه علي الرغم من تحسن الوضع المعيشي فإن ذلك لم يؤد الي تعافي البلاد من آثار الجفاف. وتؤكد منظمات أخري عاملة في الصومال بأن هناك حاجة ماسة الي استمرار برامج الإغاثة. وقال أحمد آدم مدير مكتب تنسيق المساعدات التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في مقديشو " صحيح أن مرحلة المجاعة قد انتهت، حسب ما كانت في العام الماضي، ولكن هذا لا يعني توقف الحاجة للمساعدات، ونحن نريد أن نستمر في تقديم المساعدات، ولكن ليس فقط تقدم الإغاثة فقط، وإنما الانتقال من الإغاثة الي إعادة التأهيل والتنمية. ولا تزال مناطق من الصومال تشهد نقصا في المياه والغذاء، بسبب المعدلات المنخفضة للأمطار الموسمية خلال هذا العام، وهذا سيؤثر بطريقة مباشرة علي مستوي دخل الرعاة الذين يشكلون غالبية المجتمع الصومالي. أما المناطق الزراعية فإن ضعف حصاد المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية أرغم العديد من السكان علي الاعتماد أكثر فأكثر على المساعدات، مما يجعلهم عرضة للنزوح الي المدن مرة أخري كما حدث العام الماضي. ويقول محمد شيخ بشير من منظمة العون المباشر " إن مستوي الحصاد في الموسم الماضي كان منخفضا، وهذا أدي الي عدم تمكن المزارعين من الاحتفاظ بمخزون كاف، ولهذا نحن نتوقع أن يحدث نقص حاد في المواد الغذائية وخاصة في المناطق النائية. ويعول كثير من الصوماليين علي الأمطار الموسمية التي تهطل بين أكتوبر ويناير، لكن النزاعات القبيلة تحد من حركة الرعاة الذين يتتبعون مواقع سقوط الأمطار بحثا عن الكلأ والماء، اللذين قد يكونان أيضا مصدر نزاعات جديدة. ويقع سكان الصومال مرة أخري بين مطرقة نقص المياه والغذاء، وسندان ضعف المؤسسات الحكومية في إبعاد شبح المجاعة عن البلاد، والنتيجة انتظار مساعدات تأتي متأخرة في أغلب الأحيان.