في ندوة عقدها وزير الفلاحة قبل سنوات بولاية برج بوعريريج، قدّم فيها وعدا لمخترع آلة تفقيس البيض بتبني مشروعه وتوفير كلّ الإمكانات بهدف توسيع نشاطه، لكنّ الوعد بقي محض كلمات، ولو تجسّد، لدفع عجلة الاقتصاد الفلاحي في مجال تربية الدواجن نحو الأفضل. عبقرية وُلدت من رحم حلم أمٍّ كانت ترى في ابنها محمّد خليفي مُبتكرا ومُخترعا، توفّيت الوالدة في حادث أليم، لكنّ حلمها تحوّل إلى حقيقة، بعدما ترجم الابن حنينه لأمّه بمداعبة مختلف الآلات الإلكترونية عوض اللّعب مع أقرانه. كبُر فضول محمّد في اكتشاف عالم الإلكترونيك وهو لا يتجاوز سنّ السادسة، فدخله بتفكيك وإعادة تركيب كلّ ما تلتقطه يده، من أجهزة راديو وآلات إلكترونية، بإتقانٍ تامّ، ينمّ عن موهبة فذّة انفجرت بنجاحِه في اختراع طائرة حلّقت في سماء مفتاح الواقعة شرق البليدة، عن طريق جهاز التحكّم عندما كان في ربيعه ال16 لتتوالى ابتكاراته، رغم ظروف قاهرة أجبرته على ترك مقاعد الدراسة عندما أوشك على نيل شهادة البكالوريا، ليتحمّل مسؤوليّة إعالة أسرته. بالمقابل، حرص على تطوير مهاراته بمواصلة البحث العلمي واكتشاف أغوار عالم الاختراعات، حيث تمكّن العصامي محمّد من ابتكار عدّة تجهيزات وآلات إلكترونية، اعتمادا على تقنيات معقدة وبإمكانات بسيطة، سمحت له بتفجير طاقته العلمية والفكرية، منها إختراع اللوح الإلكتروني، وهو عبارة عن جهاز تلفزيون يعمل عن طريق التحكم ودون كوابل كهربائية، يتمثل في عزف الأناشيد خلال المناسبات الوطنية، ومهد إلكتروني ينبّه الأمّ بطلبات الرضيع، في حال تبليل نفسه أو حاجته للحليب أو إحساسه بالحرارة، من خلال أصوات موسيقيّة هادئة، كما يتوفّر المهد الذي يشتغل ببطارية بقوة 12 فولط فقط، على تقنيّة قياس وزنه باستمرار ورصد تحرّكه في وضعيّتين مختلفتين عند بكاء الطفل دون سبب، فضلا عن اختراعات أخرى ذات قيمة إنتاجية ومردودية عالية، لاتزال رهينة اتّخاذ قرار جادّ من طرف الجهات المسؤولة باحتضان مشروع المخترع خليفي، 48 سنة، والذي يطمح إلى الحصول على ورشة من شأنها أن تفتح مجال السّوق للابتكارات المحليّة وتوفّر مناصب شغل للشباب، خاصّة بعد اختراعه آلةً لتفقيس البيض ستقضي حتما على مشاكل الفلاّحين ومربّي الدواجن في الجزائر، حيث أثبت الجهاز الذي لا يتجاوز سعره نصف سعر استيراده من الخارج، نجاعته في حضن البيض ومراقبة نمو الكتكوت داخل البيضة إلى غاية التفقيس، بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 ألف بيضة. وأكّد المخترع خليفي سهولة التحكّم في الآلة أوتوماتيكيا من طرف الفلاحين، ويدويا في حال عدم توفّر الكهرباء في المناطق النائية، كما يتميّز نظام تشغيل الجهاز بقدرته على توفير الماء والحرارة اللازمة للبيضة في درجة معيّنة من الرطوبة، مُبرمجا بنظام الإنذار الفوري في حال وجود خللٍ تقني ونظام آخر يحتفظ بالكتكوت، مع توفّر تقنية إبلاغ المربّي عن طريق اللوح الإلكتروني بتفقيس البيض. وفيما أكّد المخترع العصامي ل''الخبر''، أن اختراعاته تتوافق في مردودها والمقاييس العالمية، نوّه بتلقيه عرضا مغريا من بلد أوروبي رفضه، بمجرّد إملائها لشرط تغيير الجنسية، مفضّلا خدمة وطنه على نيل الألقاب باسم بلد غربي.