استرجاع أكثر من ثلاثة آلاف رأس مهرّبة عبر الحدود تزايد نشاط عصابات سرقة المواشي مع اقتراب عيد الأضحى، وفي كل مرة يستعملون حيلا جديدة لتنفيذ خططهم التي أصبحت تؤرق الموالين، حيث تمّ تسجيل سرقة أكثر من 22 ألف رأس غنم خلال الشهور التسعة الأولى من السنة الجارية، بينما بلغ عدد الرؤوس المهربة عبر الحدود الجزائرية .3752 ويستهدف لصوص المواشي في الغالب الولاياتالشرقية من الوطن، على غرار ولايات الطارف في باتنة، أم البواقي، سطيف، سوق أهراس، برج بوعريريج وفالمة. ويعدّ الموالون من بين أهم المتضررين من هذه الظاهرة التي أثبتت بشأنها التحريات عن تورط بعض الجزارين فيها، حيث يغتنمون فرصة شراء الماشية بأقل سعر. ومع اقتراب هذه المناسبة، نجد أن عصابات المواشي تضاعف من نشاطها باستعمال عدة حيل قد يجهلها الموالون، منها، حسب ما كشف عنه تقرير للدرك الوطني، تتبّع اللصوص للشاحنات المعبأة بالماشية وتحينّ الفرصة والاعتداء على أصحابها وسرقة مواشيهم، إلى جانب افتعال حوادث ليتم بعدها السطو على أصحاب الشاحنات. كما يتم التخطيط للسرقات، بالتركيز على أوقات الليل أو في الصباح الباكر في الأماكن والمستودعات غير المحروسة باستعمال المركبات النفعية، مستغلين الطرق الثانوية لتفادي الوقوع في قبضة مصالح الدرك. وتلاحق عناصر الدرك ناقلي الماشية، مع إرغامهم على تحديد هوياتهم في نقاط التفتيش الموزعة على الطرق، واتخاذ تدابير فجائية لاقتحام نقاط البيع بغية قطع الطريق أمام مافيا سرقة الماشية. كما قامت بإعداد مخطط الدوريات والحواجز عبر مختلف الطرقات، إضافة إلى مراقبة الجزارين لمنع بيع اللحوم المجهولة المصدر وغير المؤشرة من طرف البياطرة، إلى جانب إعداد مقاربة قضائية حول الأسلوب المنتهج في سرقة المواشي، مع مراعاة التوقيت والأماكن التي تكثر فيها السرقة والأيام المصادفة لأسواق بيع المواشي، والعمل على تحسيس الموالين بضرورة أخذ الحيطة والحذر من شبكة ترويج النقود المزوّرة، خاصة في هذه المناسبة المصادفة لعيد الأضحى. وكانت مصالح الدرك قد وضعت سجلا خاصا بسرقة المواشي، يتضمن هوية الموالين، مع إحصاء المركبات الناقلة للمواشي والوجهة المقصودة، كأسواق بيعها. ويأتي هذا الإجراء لكبح نشاط لصوص المواشي، وتخوفا من وجود لحوم مجهولة المصدر تباع في الأسواق. ورغم كل هذه التدابير، ساهم هذا النزيف المتواصل للماشية بفعل نشاط عصابات التهريب الذي تجاوز الحدود، في الارتفاع الجنوني لأسعارها، ما انعكس سلبا على المواطنين الراغبين في اقتناء الأضحية.