مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، يتضاعف نشاط لصوص الماشية، رغم أن مصالح الدرك كانت قد وضعت العام الماضي سجلا خاصا بسرقة المواشي، يتضمن هوية الموالين، مع إحصاء المركبات الناقلة للمواشي والوجهة المقصودة، كأسواق بيعها، ليجد المواطن البسيط نفسه أمام هاجس التهاب الأسعار. تستهدف عصابات المواشي في الغالب ولايات الهضاب العليا، على غرار ولايات المدية، الجلفة، سطيف، عين الدفلى وأم البواقي، وهو ما أصبح يؤرق الموالين مع اقتراب عيد الأضحى. وتشير أرقام مصالح الدرك الوطني المسجلة العام الماضي، إلى تسجيل سرقة أكثر من 30 ألف رأس من الغنم، ثبت من خلال التحريات تورط بعض الجزارين فيها، الذين يغتنمون فرصة شراء الماشية بأقل سعر. كما أن أغلب المتورطين في هذه السرقات تربطهم علاقة مع الضحايا، منها القرابة، بينما يتم التخطيط للسرقات بالتركيز على أوقات الليل، حيث أن 69.77 بالمائة منها نفذت في الفترة الليلية حسب تقرير لذات المصالح. وتلاحق عناصر الدرك الوطني ناقلي الماشية، مع إرغامهم على تحديد هوياتهم في نقاط التفتيش الموزعة على الطرق، واتخاذ تدابير فجائية لاقتحام نقاط البيع بغية قطع الطريق أمام مافيا سرقة الماشية. كما قامت بإعداد مخطط الدوريات والحواجز عبر مختلف الطرقات ومحاربة الأسواق الفوضوية بالتنسيق مع السلطات المحلية لبيع المواشي، إضافة إلى مراقبة الجزارين لمنع اللحوم مجهولة المصدر وغير المؤشرة من طرف البياطرة، إلى جانب إعداد مقاربة قضائية حول الأسلوب المنتهج في سرقة المواشي، مع مراعاة التوقيت والأماكن التي تكثر فيها السرقة والأيام المصادفة لأسواق بيع المواشي، والعمل على تحسيس الموالين بضرورة أخذ الحيطة والحذر من شبكة ترويج النقود المزورة خاصة في هذه المناسبة المصادفة لعيد الأضحى المبارك. ومع ذلك، فإن ظاهرة سرقة المواشي أخذت منحا خطيرا في الآونة الأخيرة، باعتبار أن بعض الحالات أصبح يرتكبها أشخاص يمثلون جهاز الأمن، على غرار القضية التي تطرقت إلى تفاصيلها ''الخبر'' في الآونة الأخيرة. وتتعلق بتوقيف شرطيين ينشطان ضمن عصابة السطو على الأغنام. شرطيان يتزعمان عصابة الخرفان وحسبما كشفت عنه مصادر ل''الخبر''، في هذه القضية، فإن أفراد العصابة وعددهم أربعة من بينهم امرأة كانوا على متن شاحنة، وبصدد سرقة الأغنام والأبقار من أحد المستودعات في بلدية برحال بعنابة، مما لفت انتباه المواطنين الذين أبلغوا الدرك عن طريق الرقم الأخضر. وفور تدخل فصيلة البحث والتدخل لإلقاء القبض على اللصوص وتطويق المكان، أطلق أحد أفراد العصابة النار باتجاه الدركيين، وبعد الاشتباك معهم تم تجريد شخصين بحوزتهما مسدسين ليظهرا أنهما شرطيان يحوزان على بطاقة مهنية صادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني، بينما انهال المواطنون بالضرب على باقي أفراد العصابة، وعددهم اثنين يوجدان في حالة حرجة بقسم الاستعجالات بالمستشفى. وقد تم تسليم الشرطيين إلى مصالح الشرطة بناء على تعليمات وكيل الجمهورية، والتحقيق متواصل في القضية من قبل الشرطة والدرك حول هذه الجريمة. كما شهدت بلدية العريشة جنوب ولاية تلمسان، في الأسابيع الأخيرة، عدة سرقات مست المواشي. وذكرت مصادر مطلعة في هذا السياق، أن المواشي المسروقة كانت تهرب نحو الحدود المغربية. وقبيل أيام من عيد الأضحى، كثفت عصابات سرقة المواشي نشاطها، حيث تمكنت فرقة الدرك الوطني للعريشة ليلة الأربعاء إلى الخميس، من إحباط إحدى هذه العمليات. فخلال دورية كانت تقوم بها مصالح الدرك الوطني على مستوى الطريق الرابط بين بلدية العريشة وبلدية رأس الماء بولاية سيدي بلعباس، انتبه الدركيون لوجود شخصين وسط الغابة. وبمجرد رؤيتهما لهم حاولا الفرار، ليتم توقيفهما بعد ملاحقتهما. وبعد التحقيق معهما، كشفا عن وجود 10 خرفان داخل الغابة سرقت من أحد الموالين، وأنهما كانا وراء سرقات سابقة تمثلت في أربع بقرات ومجموعة من الخرفان. وبالموازاة مع هذه العملية، قام أعوان الدرك الوطني مع اقتراب عيد الأضحى، بزيارة الموالين ومربي المواشي وسلموهم الرقم الأخضر للاتصال بالدرك في حالة تعرضهم لمثل هذه السرقات. وبالأغواط عاد لصوص المواشي بقوة، حيث حاول مسبوق قضائيا الأسبوع الفارط ويبلغ 25 سنة، الاستيلاء على مجموعة من الأغنام في إسطبل بمنطقة الضاية بالجهة الجنوبية لمدينة الأغواط، إلا أن تفطن السكان حال دون تنفيذه العملية، إذ أوقفوه وسلّموه لأعوان الدرك الذين قاموا بإحالته على العدالة بتهمة السرقة في حالة تلبس وإيداعه الحبس بمؤسسة إعادة التربية.