تسبّب النزاع الداخلي بين إدارة مطاحن سيبوس وفرعها النقابي، الذي استمر حوالي أربعة أشهر، خسائر للمؤسسة قدّرت بأربعين مليون دينار، حيث توقف الإنتاج كليا في الوحدة. يعود أسباب الخلاف بين الطرفين إلى مطالبة الفرع النقابي بتسديد الأجور المتأخرة للعمال ورحيل المدير العام، مما دفع السلطات المحلية التدخل وفتح تحقيق في التسيير المالي للشركة بعد أربعة أشهر من الاضطرابات التي امتدت بين شهري سبتمبر2011 وجانفي 2012، لتستأنف المؤسسة نشاطها من جديد. وتعدّ مطاحن سيبوس التابعة لمجمع سميد بقسنطينة من أقدم الوحدات يعود تاريخ وجودها إلى أوائل القرن الماضي، حيث تم تجديد عتادها سنة 2001 لتصبح مؤهلة في ظل منافسة قوية مع المطاحن العصرية. وتنتج مطاحن سيبوس 600 قنطار يوميا من القمح الصلب وألف قنطار يوميا من القمح اللين. وتسوّق هذه الكميات عبر ست نقاط بيع متواجدة بولايتي عنابة والطارف إلى تجار التجزئة والمخابز بولايات عنابة، فالمة، الطارف وسوق أهراس. وتطمح هذه المؤسسة إلى زيادة الإنتاج وبلوغ سقف ألف قنطار يوميا من القمح الصلب، و1400 قنطار من القمح اللين، خاصة أنها لا تعاني في الوقت الحالي من مشكلة التسويق اعتمادا على نوعية المنتوج والاستقبال الجيد للزبائن. وتتواجد بمنطقة عنابة والطارف حوالي ثمانية مطاحن، مما جعل العرض يفوق الطلب بما يعادل خمس مرات. ومنه، فإن الرهان سيكون على أشده بخصوص النوعية، السعر وصيانة العتاد وكذا استقبال الزبائن. وتشغل مطاحن سيبوس 150 عامل، وتتحكم اتفاقية القطاع في الزيادة في الأجور، كما يستفيد العمال من تحفيزات في حالة تسجيل أرباح. ويبقى المناخ العام للعمل الكفيل بتحقيق هذه الأهداف ، سواء على مستوى تحسين الإنتاجية والمردود أو في تطوير الإنتاج لضمان ديمومة النشاط في قطاع تنافسي ومفتوح.