مشكلتك يا أخ سعد أنك تبحث عن شهرة بأقل التكاليف، بجمع فتات أخبار معظمها عافه الزمن وأكل عليه الدهر وشرب، وبعضها الآخر ركّبته أو ركّب لك عن قصد أو سذاجة منك، فصدّقت نفسك فأصابك الغرور ورأيت نفسك بطلا يعمل له حساب. البطولة أن تكون عادلا وتنصف من لا تحب بل من تخاف أن يخطف منك شهرتك المقصودة. أقرأ لك بين الحين والآخر وأتفق معك وأختلف، أشعر أن معارضتك ليست بريئة والسردكة التي تريد أن توهم بها القراء ما هي إلا ضرب من الدجدجة البينة. أحس بالألم والهوان وأنا أطّلع على بضع من كلمات قالها أبطالنا رحمهم الله، منهم من قضى نحبه ومنهم من مازال معنا، أقرأ من دموعهم وهم قد شارفوا السبعين أضعاف ما أقرأ من شبيه معارض مثلك، يتشدق بكلمات ميتة يريد أن يصنع بها مجد معارض.الذين كتبوا أسماءهم على مجد الخلود، يا سيدي، ما قصدوا هذا المجد أبدا ولكنهم قصدوا القضية العادلة، مهما كانت ومنهم من مات ولم ير مجده. فرفقا بإخوان لك غلبتهم بعض دنياهم فنسوا بعض ما عاهدوا إخوانهم عليه. إن النصح الصادق لهم فيه وسع لك ولهم واطلب مجد المعارض بعرق الجبين والصدق في العزيمة، وبارك الله فيك ووفقك. علي: الجزائر يا أخي علي، أنا صحفي ولست معارضا.. ولو أردت المعارضة لالتحقت بحزبك أو أي حزب آخر من الأحزاب الستين الموجودة في البلاد.. وأتأسف شديد الأسف، لأن من هو بمستواك السياسي لا يفرق بين الصحفي الحر والمعارض؟! ولعل أسوأ ما تواجهه السياسة والصحافة في الجزائر هو هذا الخلط؟! لا أعتقد أنني أسعى إلى الشهرة بما أكتبه، لأن مستقبلي أصبح ورائي.. فبعد 40 سنة مهنة، لم يبق لي ما أبحث به عن شهرة بأقل التكاليف كما تقول.! أنا أختلف معك في كثير من أطروحاتك... ومع ذلك أحترمك أكثر من أي قيادي في حزبك، لأنك صادق مع الناس ومع نفسك فيما تدعو إليه.. ولا تقل لي كيف عرفتني؟! فقد عرفتك من خلال محتوى النص هذا الذي أرسلته إلي.. نعم، أنا لم ألتق بك ولا مرة في حياتي فيما أذكر... وهو أمر غريب على صحفي مهني نحو مناضل شرس من مستواك.. لكن هذه الحقيقة. وقد تكون هذه قلة مهنية مني وقد تكون سذاجة مهنية، لكن أيجب أن أقول لك: أنا لا أركّب الأخبار التي أنشرها في هذا العمود ومن يركّب لي هذه الأخبار أو يضللني بها، لم تلده أمه بعد في هذه الجزائر؟! أنا لا أنافس أحدا على الشهرة، لأنني لا أسعى إليها بعد هذا العمر، بل أسعى إلى أن أمارس مهنتي وفق الحد الأدنى المسموح به في البلاد حتى الآن. أما إخواني وإخوانك الذين غلبتهم دنياهم (كما تقول)، فنسوك أنت واتهموني أنا من وراء البحر بالجهل والعمالة للنظام الفاسد.! فأنا بالفعل جاهل.. ولو لم أكن كذلك لما كتبت وناصرتهم بكتاباتي ودخلت من أجلهم السجن.. في وقت فرّوا هم إلى الخارج لبناء حياتهم هناك؟! ويطرحون أنفسهم بدلاء للنظام الفاسد ليحكموا الجهلة مثلي؟! ماذا تريد مني يا سي علي؟! هل تريد مني أن أواصل النضال ضد من يريد توريث الجزائر لأبنائه وعائلته وأصحابه وأسكت على حالة توريثي أنا إعلاميا من طرف عباسي مدني لابنه؟! ما الفرق إذا بين أن يرثني سياسيا واقتصاديا أبناء حكام النظام الفاسد أو أن يرثني إعلاميا ابن عباسي مدني بقناة تبث من الدوحة أو لندن؟! إنني تعبان أكثر منك يا سي علي.. وقد أحسست من خلال ردك أنك تحس بما أحس به ولكنك تكابر. مع تحياتي [email protected]