يهدف المؤتمر، الذي افتتحه رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا، بمدينة اسطنبول التركية إلى بناء رؤية مشتركة للمعارضة، حول إدارة المرحلة الانتقالية ما بعد سقوط نظام الأسد وتحدياتها، على صعيد الإصلاح الدستوري والقانوني والسياسي والإداري، ونظام الأحزاب والانتخابات، وكذلك آليات تفعيل وتنظيم المشاركة السياسية والمدنية والشعبية، وإصلاح الأجهزة الأمنية وتحديات بناء جيش وطني حديث. وقال مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، فهد المصري: "خطأ فادح انتظار سقوط النظام لبناء هذه المؤسسات، التي يجب أن تكون جاهزة ومستعدة منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام". وشدد على أن تكون هناك خطوة مستقبلية للتحضير لمؤتمر شامل يجمع كافة أطياف المعارضة السورية، يتحول لبرلمان للثورة يتأسس من خلاله المجلس الأعلى لحماية الثورة، الذي تتفرع عنه الكثير من الهيئات، كما ورد في المشروع الذي تقدمت به القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل في وقت سابق". وأضاف " أما إحدى الوظائف الأساسية للمجلس الأعلى، فإعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية للنظام والجيش الحر، واستيعاب كل من يرغب ممن حمل السلاح، في الانضمام إلى هاتين المؤسستين"، مضيفا "أما الحكومة الانتقالية فستبصر النور بعد تأسيس المجلس الأعلى لحماية الثورة". من جانبه أوضح لؤي صافي عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني، أن المؤتمر الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام، يأتي "تتويجا لجهود سابقة لتطوير خطة تفصيلية للمرحلة الانتقالية"، قائلا لصحيفة "الشرق الأوسط": "أبرز ما تتضمنه هذه الخطة محاور أربعة لكيفية الإدارة السياسية للمرحلة الانتقالية، وتحقيق العدالة الانتقالية، وتحقيق الأمن، وإدارة البلاد اقتصاديا في تلك المرحلة". ولفت إلى أن "أهميته تكمن في السعي للتوصل لتفاهم بين القوى الثورية والسياسية حول الخطوط العريضة لهذه الخطة، التي تم تطويرها قبل 4 أشهر في إسطنبول وقدمت لأصدقاء سوريا. وعن إمكانية التطرق لملف الحكومة الانتقالية، أوضح صافي أن "المؤتمر لا يعقد لهذه الغاية، خاصة أن قوى المعارضة لا تزال منقسمة حول هذه النقطة"، لافتا أن "حكومة مماثلة قد تبصر النور قبل أسابيع قليلة من إسقاط النظام". في السياق نفسه ركز المتحدثون على أهمية التخطيط للمرحلة الانتقالية، انطلاقا من حقيقة أن أجزاء كبرى من الأراضي السورية قد تحررت، ما يحتم بناء سلطة مركزية قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية، بناء على ما توصلت إليه قوى المعارضة السياسية في مؤتمر القاهرة في 2 - 3 يوليو/ تموز الماضي في وثيقتي العهد الوطني وملامح المرحلة الانتقالية. ويشارك في المؤتمر، أكثر من مائة وخمسين من القادة السياسيين والمعارضين والنشطاء المنتمين إلى كل التيارات السياسية، وقادة الجيش الحر والكتائب المسلحة في سورية، أبرزهم رئيس الوزراء السوري السابق وسفراء سوريا، الذين انشقوا عن النظام، فضلا عن عدد كبير من الدبلوماسيين السوريين السابقين.