وفاة أول جزائري في فرنسا تزامن مع انتشارالباعوض في مركب الرويبة الباعوض الناقل للفيروس متمركز بكثرة في الطارف وجيجل قضية فيروس ''غرب النيل'' فجرّها باحث في علم الحشرات يعمل في معهد باستور، ضمن مراسلة تضمنت نتائج تحقيق حول الباعوض الذي ظهر في حظيرة القالة بولاية الطارف بتاريخ 5 ماي الماضي. وجاء في المراسلة أنه خلال ال6 سنوات الأخيرة، أجريت تحقيقات ودراسات معمقة قام بها خبراء ومختصون في علم الحشرات، شملت بالخصوص النوع الناقل للأمراض المتنقلة للإنسان، وبالتحديد الناقلة لفيروس ''غرب النيل'' و''الملاريا'' وكانت بحيرة الطارف مسرحا لها، كونها مصدرا للباعوض الناقل لهذا الفيروس ''غرب النيل''. وجاء في ذات المراسلة التي تحوز ''الخبر'' على نسخة منها، أن الأشغال تم انجازها في إطار مشاريع البحث والدراسات تحت إشراف دكتور من مصلحة الأوبئة الطفيلية التابعة لمعهد باستور، وبالشراكة مع الاتحاد الأوربي ومعهد باستور الفرنسي، وفريق المركز الصحي الجواري بحظيرة القالة. وأشار المصدر نفسه، أن النتائج المتعلقة بالبحث في طبيعة الحشرات، أظهرت أنه يوجد باعوض ''خطير'' حامل وناقل لفيروس ''غرب النيل'' و''الملاريا'' متواجد بكثرة في حظيرة وبحيرة القالة، ومنتشر بحدة كبيرة ويشكل ''خطرا'' في انتشار أوبئة حقيقية ما دامت حاملة لطفيليات وفيروسات متواجدة في المنطقة. واحتوت المراسلة، توصيات ''جدية'' من معهد باستور بضرورة القيام بعمليات لرش بحيرة القالة بمبيدات كيميائية بطريقة منتظمة للتقليل على الأقل من حدة انتشار الباعوض الحامل لفيروس ''غرب النيل'' لمدة سبعة شهور، انطلقت من شهر ماي المنصرم إلى غاية انقضاء شهر نوفمبر الجاري، بمعدل مرتين في الشهر، كما يتم أيضا رش كافة المناطق الحضرية والتجمعات السكنية الواقعة قرب البحيرات. وتزامنت هذه التحذيرات التي أطلقها معهد باستور، مع تقرير أصدره المعهد الوطني الفرنسي لليقظة الصحية ضمن نشراته الأسبوعية، وخصت إحدى هذه النشرات المؤرخة من 10 إلى 16 أكتوبر الماضي، تتوفر ''الخبر'' على نسخة منها، خطر انتشار فيروس ''غرب النيل'' في الجزائر. ونقل المعهد الفرنسي عن معهد الأبحاث البيوطبية للجيوش، عن اكتشاف حالة شخص مصاب بفيروس ''غرب النيل'' بتاريخ 4 أكتوبر المنصرم وتم إدخاله المستشفى وفارق الحياة بعدها. ويتعلق الأمر بجزائري يبلغ من العمر 74 عاما ينحدر من ولاية جيجل، ودخل إلى الأراضي الفرنسية بتاريخ 11 سبتمبر وأصيب بحمى بعدها بيومين، ونقل إلى المستشفى بتاريخ 16 من نفس الشهر وتوفي بعد 13يوما. وبناء على حالة الوفاة التي درسها المركز الوطني للأبحاث، خلص لتأكيد إصابته بفيروس ''غرب النيل'' بتاريخ 15 أكتوبر الماضي. وذكر ذات التقرير، أن أول حالة ظهور لفيروس غرب ''النيل'' في الجزائر كانت في ,1994 مضيفا انه لا يوجد نظام رقابة نوعي للتحكم في انتشار الفيروس، وهو حاليا منتشر في القالة بالطارف وجيجل. واستنادا إلى تقارير المعهدين، فإن الباعوض الحامل والناقل لفيروس ''غرب النيل'' موطنه الخصب البحيرات والأودية، فمعناه أن الباعوض الذي اجتاح مصنع الرويبة بولاية الجزائر بتاريخ 11 سبتمبر وهو نفس التاريخ الذي دخل فيه الجزائري المتوفى نتيجة إصابته بالفيروس إلى فرنسا، وهو دليل على العلاقة بين الباعوض المكتشف في جيجل والطارف، لاسيما مع تواجد مركب الرويبة على بعد مئات أمتار فقط من بحيرة الرغاية التي يحتمل انتشار ذات الباعوض فيها. وذكرت النشرة الصادرة عن المعهد الفرنسي لليقظة الصحية، أنه في 2011 أجري تحقيق وبائي خلص إلى وجود مضادات لفيروس غرب النيل على 16 شخص من أصل 165 خضعوا إلى التجارب خلال العام الجاري، وأدى الفيروس إلى إصابة 32 تونسيا توفي منهم 3 أفراد، وكذا المغرب وأشارت ذات النشرة أن كلا البلدين يحوزان على نظام اكتشاف ومراقبة فيروس ''غرب النيل''، فيما حذرت من انتشاره جغرافيا في الجزائر. للإشارة، ''غرب النيل'' هو مرض فيروسي ينقله البعوض يعرض الدماغ إلى الإصابة بالتهاب حاد خطير وقاتل. وهو شائع في إفريقيا وغرب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. وأشار خبراء، أن الفيروس يظهر في فصل الصيف وواسع الانتشار في فصل الخريف، وغالبا ما ينتشر عن طريق لدغة باعوضة مصابة، ثم ينتقل الفيروس إلى البشر والحيوانات الأخرى. كما لا ينتقل فيروس غرب النيل عن طريق اللمس أو المخالطة العارضة مثل لمس أو تقبيل شخص مصاب بالفيروس، ولكن في حالات قليلة قد ينتشر عن طريق نقل الدم وزرع الأعضاء والرضاعة الطبيعية وأثناء فترة الحمل من الأم إلى الطفل. وتشكل أعراض الإصابة بفيروس غرب النيل بالحمى والصداع، ثم طفح جلدي في الصدر والبطن والظهر، والقيء، وأحيانا تورم الغدد اللمفاوية، وغالبا تصلب الرقبة وضعف العضلات وتشنجات وشلل وغيبوبة، وتستمر هذه الأعراض بضعة أيام، وأحيانا لأسابيع.