باحثون من معهد باستور يجرون دراسات حول الأمراض المتنقلة للإنسان والحيوان عن طريق الحشرات يعكف فريق من الأطباء والباحثين من معهد باستور بالجزائر بالتنسيق مع مصالحة الوقاية لمستشفى بوزيد اعمر بالقالة بولاية الطارف على إجراء دراسات وأبحاث علمية للوقاية من خطر الأمراض المتنقلة للإنسان والحيوان عن طريق الحشرات خاصة أنواع الناموس الموجود بالمنطقة وخصوصا بالمسطحات المائية التي تبقى مسببة لأمراض خطيرة وحاملة لعدة فيروسات قاتلة على غرار "اغربوفيروس،مرض الملاريا ،الاشمانيوز...وغيرها والتي من شأنها أن تشكل خطرا وبائيا في أية لحظة على سكان الجوار. وحسب الدكتور إيدير بيطام باحث في علوم الحشرات الناقلة للأمراض بمعهد باستور فإن أختيار ولاية الطارف للقيام بالدراسات الوقائية والأبحاث من خطر الأمراض والفيروسات المتنقلة للإنسان والحيوان يعود إلى خصوصيات المنطقة ذات الطابع الايكولوجي والبيئي المتنوع واحتوائها على ثروة هائلة من المسطحات المائية والأودية والبحيرات وغيرها التي تبقى فضاءا مناسبا لنمو ولتكاثر الحشرات بها ومنها الناموس الذي يبقى مصدرا حقيقيا في نقل مختلف الأمراض الفتاكة للإنسان والحيوان بحكم احتكاك السكان بالجوار ببيئته على مدار أيام السنة ،فضلا على أن المنطقة عامة والمركب الطبيعي للحظيرة الوطنية للقالة تبقى تحتوي على نسبة عالية من الرطوبة تبقى تساعد على نمو وتكاثر الحشرات والناموس السام والحامل الأمراض الخطيرة وما تكلفه من مصاريف باهظة على خزينة الدولة للوقاية منه وهذا راجع لوجود مختلف أنواع النباتات البرية والمائية ومساحات شاسعة من الغابات توجد بجوارها تجمعات سكانية تبقى عرضة لخطر الإصابة بالأمراض والأوبئة المتنقلة عن طريق الناموس لوجود محيط بيئي ملائم على تكاثر الحشرات خاصة بما فيها إصابة قطعان المواشي بالمرض ، تؤدي في بعض الأحيان إلى هلاك عديد الرؤوس جراء اللسعات السامة التي تتركها بعض أنواع الناموس الحامل للامراض والفيروسات الخطيرة . وستمس الأبحاث اقتطاع عينات من بعض الحشرات والناموس على وجه الخصوص لإجراء التحاليل المخبرية عليها وعلى نوعية دمها بمعهد باستور للتأكد من أنها ليست حاملة للأمراض والفيروسات على أن تشمل الأبحاث كذلك بعض أنواع الطيور المهاجرة للحظيرة الوطنية للقالة وبحيراتها الأربعة والتي بإمكانها نقل الأمراض والفيروسات الخطيرة وبعض البكتيريا للمنطقة ،حيث سيتم اقتطاع عينات من دم هذه الطيور لإجراء التحاليل المخبرية عليها هي الأخرى للتأكد من حالتها واتخاذ الإجراءات المناسبة عند الضرورة مع إخضاع هذه الطيور لعملية مراقبة ومتابعة مستمرة من قبل الباحثين باعتبارها مصدر خطر لنقل الأمراض من خارج الوطن إلى داخله بمحمية القالة خلال فترة تعشيشها وتواجدها بالمسطحات المائية . وأوضح ذات المصدر بأن فريق الباحثين لمعهد باستور يعكف على إجراء التحايل والدراسات بالمناطق التي سجلت بشأنها المصالح الاستشفائية للصحة الوقائية أعراض الإصابة بأمراض سببها الحشرات حسب الإحصائيات المسجلة لدى هذه الأخيرة وقد مست العملية في مرحلتها الأولى بعض المناطق التي تتواجد بها أنواع الحشرات والناموس خاصة ببحيرة طونقة إضافة إلى أم الطبول –الطارف والقالة على أن تمس العملية مختلف مناطق الولاية .