فبرك قابض مكتب بريد تلموني بسيدي بلعباس، سيناريو اختلاس مبلغ ضخم قدر بمليار و300 مليون سنتيم، وذلك بتواطؤ رئيس مصلحة المالية لبريد الجزائر بنفس الولاية. تقدم المعني، حسب مصادر ''الخبر''، من فرقة الدرك الوطني لسيدي بلعباس بداية الأسبوع، ليخبرهم بقصته الوهمية، إذ قال إنه ذهب ضحية سرقة من قبل ثلاثة أشخاص ملثمي الوجه، اعترضوا طريقه عند خروجه من مكتب البريد، وطلبوا منه العودة بالقوة باستعمال السيوف والسكاكين، وأرغموه على تسليمهم مفاتيح الخزنة الحديدية ليستولوا على المبلغ المالي. واستطاع القابض أن يقوم بتمثيل هذا الدور جيدا، حيث بدت على وجهه ملامح القلق والخوف، ليعود إلى منزله وهو ويحلم ويخطط كيف سيتصرف في هذا المبلغ الذي قد يدخله عالم الثراء من بابه الواسع. غير أنه بعد حوالي بضعة أيام، استدعت مصالح الشرطة القضائية القابض لتستجوبه حول القضية وتواجهه بالحقائق والأدلة العلمية التي أثبتت أنه يستحيل وقوع حالة اعتداء من هذا الشكل كالتي ذكرها، مستندة إلى البصمات التي تم رفعها من مكان الجريمة والتي لا تطابق بصماته. حينها لم يتمالك القابض نفسه، واعترف بأنه قام فعلا بسرقة المبلغ الضخم بعد أن فبرك سيناريو تعرضه للسرقة. أبحاث المحققين في القضية توصلت أيضا، إلى أن المعني كان يتلاعب بسجلات المحاسبة الموجودة على مستوى المكتب، والتي لم يكن مؤشرا عليها بصفة دقيقة، إذ كان يدوّن عليها مبالغ غير مطابقة لما هو مصرح به، وذلك بتواطؤ رئيس مصلحة المالية لبريد الجزائر لسيدي بلعباس، الذي تمت متابعته بالتهاون وعدم التدقيق في الحسابات وهو موجود تحت الرقابة القضائية. القابض صرح في التحقيق أنه فعلا استولى على المبلغ ولا وجود لأي اعتداء، ليتم وضعه رهن الحبس المؤقت بعد إحالته على وكيل جمهورية محكمة سفيزف.