أفادت رئيسة المفوضية الإفريقية، نيكوسازانا دلاميني زوما، أن الوقت لا يزال متاحا لحل أزمة مالي بالحوار والوسائل السلمية. ودعت حركة تحرير الأزواد، ضمنيا، إلى التخلي عن مسعى انفصال شمال البلاد. وذكرت زوما، في مقابلة نشرتها مجلة ''جون أفريك'' الفرنسية، أمس، أن الوضع في مالي ''معقد جدا. فقد وقع انقلاب (عسكري)، وسلامة البلاد الترابية أصبحت مهددة وينبغي تنظيم انتخابات حتى يتاح للحكومة بسط سلطتها وشرعيتها الضروريتين''. وحول ما إذا كانت تدعم مسعى تدخل عسكري في مالي، قالت زوما: ''اقترح الاتحاد الإفريقي خارطة طريق تفيد بوضوح بضرورة اتباع طريقين في نفس الوقت: الخيار العسكري والمفاوضات. ينبغي بذل كل الجهود لدفع الجماعات المسلحة المالية إلى الابتعاد عن قطاع الطرق، ومقاتلي القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ينبغي على هذه الجماعات أن تتخلى عن فكرة الانفصال، وأن تقبل بأن يكون مالي جمهورية''. وسئلت زوما إن كانت فرصة الحل السياسي السلمي قد ضاعت، فقالت إن ''الوقت يكون دائما متاحا عندما يتعلق الأمر بتحاشي الحرب''. وأبدت بالمقابل تأييدها للحرب إذا كانت الخيار الوحيد لاستعادة السلم. ورفضت المفوضية الإفريقية الطرح الذي يقول إن الاتحاد الإفريقي بقي على هامش الأحداث في مالي، التي كانت من صنع دول أجنبية عن القارة. وذكرت بهذا الخصوص: ''لقد أعددنا خارطة طريق صادق عليها مجلس السلم والأمن، وتم إرسالها إلى مجلس الأمن بالأممالمتحدة. وقد تم تعيين ممثل سام لمالي، هو الرئيس البورندي سابقا بيار بويويا. أما المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ''إيكواس''، فليس هي الطرف الوحيد الذي يسير الوضعية. هناك أيضا الاتحاد الإفريقي وكل المجموعة الدولية. الملف من الآن فصاعدا بين يدي الأممالمتحدة.. هو مسار سيأخذ وقتا وينبغي أن نجد له التمويلات الضرورية''. ورجحت زوما أن يكون تنظيم الانتخابات في نهاية العام المقبل، بينما عبر المسؤولون الماليون، الذين زارتهم في أكتوبر الماضي، عن رغبتهم في إجرائها في أفريل المقبل. مشيرة إلى أن الاستحقاق المرتقب لن يكون في جنوب البلاد فقط، وإنما في كل البلاد. وتقصد بذلك أن دولة الأزواد التي أعلن عنها الانفصاليون، في أفريل الماضي، غير مقبولة لدى الاتحاد الإفريقي. يشار إلى أن ذلك هو موقف الجزائر بالضبط. وأشارت زوما إلى أن جزءا من أزمة مالي مصدره الحرب التي جرت في ليبيا العام الماضي. وقد كان موضوع مالي من بين الملفات التي تناولتها زيارة الوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، إلى روسيا والتي انتهت أمس. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن ''مصدر مقرب من الوفد الجزائري''، أن مساهل ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ''تبادلا وجهات النظر بشكل معمق حول الوضع السائد في منطقة الساحل خاصة في مالي''.