كشفت دراسة أنجزها مخبر علم الطفيليات بمستشفى قسنطينة الجامعي، حول تطوّرات داء الليشمانيوز الجلدي بالوطن، عن إصابة 186 شخص في مدة 12 سنة، احتل الأطفال دون 6 سنوات الصدارة في عدد المرضى، معظمهم في الغرب الجزائري الأكثر عرضة له، حيث ذكر الدكتور حاج سليمان من المؤسسة الاستشفائية الصحية عبد القادر بوخروفة للأطفال بوهران، في تقرير علمي أنجزه بالتنسيق مع قسم البيولوجيا بجامعة وهران، تسجيل منذ سنة 2007 وإلى غاية بداية سبتمبر من السنة الجارية 53 حالة توفي، منها اثنان، بسبب تأخر التشخيص. ويعتبر الليشمانيوز الجلدي من الأمراض المستيقظة، خلال العشرين سنة الأخيرة بالجزائر، حيث تعدّ من بين الدول الأكثر عرضة له، حيث تستوطن الطفيليات الناقلة للمرض في الكثير من المنازل الكائنة في المناطق السهبية والولايات الساحلية، خاصة منها المتواجدة في الوسط الريفي. وأكد نفس التقرير أن الطريقة الوبائية والعلاجية والبيولوجية لهذا المرض تبقى غير متحكم بها في الغرب الجزائري، لذا يجب القيام بحملات تحسيسية للأشخاص القاطنين في مناطق الخطر، مع توفير العتاد الطبي البيولوجي للتشخيص داخل المستشفيات الجهوية، ليشير إلى أن الأفضل في الوقاية هو تحسين المحيط، وتطعيم الكلاب المنزلية المخزنة للفيروس، في حال اكتشاف المرض ومحاربة حشرة الفليبوتوم الناقلة للمرض، حيث إن احترام القواعد يقلل من الإصابة، في حين أن التأخر في المعاينة الطبية أو التشخيص الخاطئ يؤدي إلى مضاعفات تنتج عنها الوفاة، وتظهر أعراضه في الحرارة المرتفعة، الشحوب وتضخم الكبد. وتتوقع منظمة الصحة العالمية بلوغ رقم 12 مليون مصاب بداء الليشمانيوز، بتسجيل 1500 حالة سنويا من بين مليون ساكن بالنسبة لنوع الليشمانيوز الحشوي، وما بين 250 و300 ألف حالة بالنسبة لليشمانيوز الجلدي، وبوفاة 50 ألف مريض سنويا، يحتل فيها الأطفال نسبة 70 بالمائة.