كشف رضا مالك أن العقيد هواري بومدين، كان أكثر قادة الثورة استفادة من فكر فرانز فانون، موضحا بأن صاحب ''المعذبون في الأرض''، كان يزور مقر قيادة أركان الجيش بغارديماو كثيرا، وبطلب من بومدين كان يقدم محاضرات حول تصوره للكفاح ضد الاستعمار. وقال رضا مالك في محاضرة نظمتها جمعية مشعل الشهيد، أمس، بمقر يومية ''المجاهد''، بمناسبة الذكرى ال51 لرحيل فرانز فانون، إن هذا الأخير كان يحظى بشعبية كبيرة في أوساط جيش الحدود، موضحا بأن العقيد هواري بومدين استفاد كثيرا من فكرة ''البندقية والفأس''، التي صاغها فانون بعد معايشته للوضعية الاستعمارية في الجزائر. وعاد رضا مالك إلى مسار فانون النضالي، وتوقف عند تجربته التي سبقت انخراطه في الثورة الجزائرية، والتي تمثلت في احتكاكه بجماعة مجلة ''الحضور الإفريقي'' التي كانت تطالب بالثقافة الإفريقية الزنجية، وتدافع عن الشخصية الإفريقية من زاوية الحق في الاندماج في المنظومة الثقافية الفرنسية. وقال مالك إن فانون انتقد لاحقا أصحاب هذا التوجه، ونشر كتاب ''بشرة سوداء قناع أبيض''، وخص بالذكر مواقف كل من ليبوبولد سيدار سينغور وهفوات بوانيي، اللذين اعتبرا نفسيهما فرنسيين. وحسب المحاضر، فإن فانون طرح فكرة ''استحالة أن يصبح الإنسان الإفريقي مواطنا فرنسيا''، وأن فكرة ''الزنجية'' لا تعتبر حلا بالنسبة للأفارقة للتخلص من الهيمنة الاستعمارية. وجاء في المحاضرة أن فانون ''اعتبر المثال الذي قدمته الثورة الجزائرية بمثابة الحل المثالي، فقطع علاقته مع تيار ''الزنجية'' ومع أفكارها، فانخرط في جبهة التحرير الوطني''. وتكمن أهمية فكر فانون، حسب رضا مالك، في كونه قام بصياغة نظرية ''العنف الثوري'' كخيار أوحد لمكافحة الاستعمار في إطار إستراتيجية مخطط لها، وليس بطريقة عشوائية. وقال: ''أعجب فانون بصرامة الثورة الجزائرية وتنظيمها، بعد أن التقى بعدد من قادة الثورة الجزائرية، على غرار عبان رمضان، سعد دحلب، بن يوسف بن خدة والعربي بن مهيدي''، وأضاف: ''أدرك فانون أن فكرة الكفاح المسلح هي الوحيدة القادرة على تحريك الأمة الجزائرية وهي تقف في وجه الاستعمار وأن الشعب لما يتوحد يصبح أمة''.