أتذكر أن الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان كان أول رئيس فرنسي يزور الجزائر المستقلة.. وأن مير الجزائر آنذاك سلّم له مفاتيح المدينة في أحد مداخل حي بلفور قرب العالية.! واليوم يسلّم هولند مفاتيح مدينة الجزائر التي أخذتها فرنسا من الداي لمير بلدية الجزائر الوسطى.! منذ 40 سنة سلمنا مفاتيح الجزائر المستقلة لرئيس فرنسا والآن بعد 40 سنة نتسلم مفاتيح الجزائر المستعمرة من طرف رئيس فرنسا أيضا.! البرلمان الجزائري يجتمع بغرفتيه لسماع خطبة الرئيس الفرنسي، وهي الحالة التي لم تحدث في تاريخ البرلمان الجزائري بغرفتيه ولأول مرة، سواء لسماع خطاب رئيس الجزائر أو سماع خطاب رئيس دولة أخرى.. باستثناء خطاب بوتفليقة لتعديل الدستور من أجل عهدة رابعة. وإذا كان استماع النواب بالغرفتين لخطاب بوتفليقة قد ترتب عنه عهدة ثالثة لبوتفليقة وارتفاع أجور النواب إلى 30 مليون، فإن سماح البرلمان بغرفتيه لخطاب هولند قد يترتب عليه عهدة رابعة لبوتفليقة وارتفاع حق النواب في الجواز الدبلوماسي وحقهم في العملة الصعبة. الجمع بين الأختين في برلمان الغرفتين لا يكون إلا للرئيس.! وما دام الدستور الجزائري يتحدث عن الرئيس ولا يحدد من هو فلا بأس أن يكون رئيسنا هولند.! خاصة وأن الشعب قد نقل إلى شوارع العاصمة بالحافلات لاستقباله.. تماما مثلما ينقل الشعب بالحافلات لاستقبال الرئيس بالولايات في المسيرات العفوية.! والمدارس أغلقت أيضا وخرج تلاميذها لاستقبال الرئيس هولند.. والموظفون سرحوا من العمل ليتفرغوا لاستقبال الرئيس.! الجزائر المستقلة طوال 50 سنة استقبلت 5 رؤساء لفرنسا.. ثلاثة أخماسهم استقبلهم بوتفليقة وحده..! والأكيد أنه يحضّر نفسه لاستقبال من يأتي رئيسا لفرنسا بعد هولند.! هولند سيشكر الجزائريين عبر مخاطبة النواب على نجدة الشركات الفرنسية وإنقاذها من الإفلاس.. مثل شركات السيارات والميترو والترامواي وشركات البناء. سيقول لنا هولند: لا تطالبوننا بالاعتذار عن استعماركم.. لأن الجزائر أصبحت جزء من الاستعمار نفسه.. بكم يا أبناء الجزائر استعمرت فرنسا الهند الصينية واستعمرت إفريقيا.. واستعمرت تونس والمغرب.. فأنتم جزء لايتجزأ من الاستعمار الذي تطالبوننا بإدانته.. ولهذا فإن قيادتكم كانت حكيمة عندما لم تجار طلبكم هذا.! إنني تعبان وأحتاج إلى غيبوبة عميقة. [email protected]