ديباجة إن الجزائر و فرنسا عازمتان على فتح مرحلة جديدة في علاقاتهما 50 سنة بعد استقلال الجزائر. و يشاطر الطرفان تاريخا طويلا و هذا الماضي لطالما أثار بيننا خلافات الذاكرة التي من الضروري وضع حد لها. و لبلوغ ذلك ينبغي عليهما مواجهة الماضي سويا بتبصر وموضوعية مع البحث عن طريقة تسمح بقراءة موضوعية للتاريخ. و أقامت الجزائر و فرنسا علاقات إنسانية و ودية و ثقافية مكثفة في جميع المجالات و إن الوقت قد حان لإعطاء هذه العلاقات دفعا قويا من أجل ترقيتها إلى مستوى قدراتهما و تطلعات شعبيهما. و يعتزم البلدان الاضطلاع بدور متميز في بناء فضاء أورومتوسطي للسلم والأمن و الديمقراطية و العدالة و الحرية و التنمية و الرقي. كما قرر البلدان تطوير شراكة متميزة و طموحة تقوم على المساواة و التبادل المحترم و توازن المصالح و التضامن. و لابد أن تدمج هذه الشراكة الإستراتيجية جميع أبعاد علاقتنا كما أنها ستتطور بسرعة في شتى الميادين. 1- الحوار السياسي: تأمل الجزائر و فرنسا في إيجاد سويا ردود تتلاءم مع تحديات عالم يشهد تحولات عميقة و يعتبر البلدان أن كلاهما يتوفران على مؤهلات بإمكانهما تثمينها في إطار حوار سياسي مفعم بالثقة و معمق. و قررا في هذا الصدد تعزيز التبادل الرفيع المستوى حول المسائل الدولية و الإقليمية ذات الاهتمام المشترك و من أجل ضمان متابعة العلاقة الثنائية في جميع جوانبها. و تم في هذا الإطار تشكيل "لجنة حكومية مشتركة رفيعة المستوى" يترأسها مناصفة الوزيران الأولان. و ستعقد هذه اللجنة اجتماعها الأول في 2013 لتجتمع بعد ذلك بصفة منتظمة وفق الإجراءات التي سيتم تحديدها لاحقا. 2- البعد الإنساني إن التبادلات البشرية التي تؤكد الروابط الوثيقة بين البلدين تمثل ثروة هائلة بالنسبة للبلدين". و قد اتفقت الجزائر و فرنسا على تشجيع أوسع لتنقل الرعايا بين البلدين علما أن الجهود المبذولة لهذا الغرض ستفضي إلى إجراء مشاورات منتظمة على المستوى الدبلوماسي و القنصلي. و تعمل الجزائر و فرنسا من جهة أخرى على الاستجابة للانشغالات المعبر عنها من أحد الطرفين فيما يخص دخول و إقامة رعاياه على أراضي الطرف الآخر و كذا احترام حقوقها. في هذا السياق، جددت فرنسا كامل الأهمية التي توليها للجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا و التي لها مكانتها في المجتمع الفرنسي في الرقي الذي تساهم في تحقيقه فعليا. 3- الثقافة و التربية عملت الجزائر و فرنسا على مدار السنين على تطوير تعاون وثيق في العديد من المجالات. و وعيا منهما في مواصلة التبادلات و تكثيفها أعد البلدان سويا وثيقة تحدد محاور تعاونهما خلال الفترة 2013 /2017" . في هذا الصدد، أعرب الطرفان عن أملهما في الياء أولوية واضحة للتربية و التكوين حيث قررا إعطاء بعد هام للتكوين المهني لفائدة الشباب ضمن الوثيقة الإطار الجديدة للشراكة. و اتفق الجانبان على إعطاء دفع معتبر لعلاقاتهما و للتبادلات الثقافية من خلال إبرام اتفاقات في هذا المجال و تسهيل كل نشاطات المؤسسات التربوية من الطرفين على أراضيهما. كما قرر الجانبان وضع كل التسهيلات التي من شأنها ترقية و تشجيع المبادرات التي تسمح بالتوصل إلى معرفة متبادلة بين شباب البلدين تلبية لتطلعاتهما. 4- التعاون الاقتصادي قرر الجانبان إعطاء دفع جديد لعلاقتهما الاقتصادية من خلال تشجيع انتعاش متوازن لتبادلاتهما و تشجيع تطوير الاستثمارات بين مؤسساتهما. و يجب على اقتصاديهما رفع تحدي التقويم المنتج و العولمة إذ يتمتعان بعوامل عديدة خاصة بالتكامل. كما يعتزم الجانبان أيضا تثمين مؤهلاتهما و تطوير إستراتيجية تهدف إلى ترقية الشراكات الصناعية بين المتعاملين الجزائريين و الفرنسيين. و من المفروض أن تعود هذه الإستراتيجية بالفائدة على الطرفين و أن تتجسد من خلال تطوير الاستثمار أو استحداث مناصب عمل على أراضي كل منهما إضافة إلى تحويل الكفاءات و التكنولوجيات. و سيتم إشراك المتعاملين الاقتصاديين في إعداد هذه الإستراتيجية و تطبيقها. لهذا الغرض قرر الطرفان المصادقة على إعلان مشترك لصالح شراكة صناعية و تكنولوجية. و سيتم وضع لجنة مشتركة لمتابعة العلاقة الاقتصادية الثنائية تكون تحت إشراف الوزراء المعينين لهذا الغرض إذ سترفع بانتظام تقريرا على الحكومتين حول هذه العلاقة و تقوم بصياغة التوصيات قصد تطويرها.