اعتبر الحزب الاشتراكي زيارة الرئيس الفرنسي، السيد فرانسوا هولاند، إلى الجزائر، بأنها مؤشر لفتح ''عهد جديد'' للعلاقات بين البلدين، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى شراكة تعود بالفائدة على الطرفين في المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والإستراتيجية. وذكر الحزب الاشتراكي، الفائز بالأغلبية في غرفتي البرلمان الفرنسي، أن ''هذه الزيارة تأتي كذلك للمساهمة في تشييد الفضاء الضروري للتبادل الأورومتوسطي''، منوها بإرادة رئيسي البلدين في العمل من أجل نظرة ''واعية'' و''هادئة'' إزاء الماضي وتلك الجروح من أجل ''التوجه نحو المستقبل''. من جهته، وصف الحزب الشيوعي الفرنسي خطاب الرئيس الفرنسي، أمام البرلمان الجزائري، بأن ''فرانسوا هولاند قام بقطع مسافة نصف الطريق الضرورية''، معتبرا أن هولاند ''دشن خطوة إلى الأمام في الاعتراف بالحقيقة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر، بتذكيره بالعنف والمجازر والتعذيب التي ميزت السياسة الاستعمارية''. ويرى الحزب الشيوعي، في بيان له، أول أمس، تلقت ''الخبر'' نسخة منه، بأنه ''كان من الضروري على فرنسا الاعتراف والإقرار بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار للشعب الجزائري''. وسجل الحزب بأن ''فرانسوا هولاند، مع ذلك، لم يذهب إلى أبعد مما يجب فعله، الاعتراف بمسؤولية فرنسا في جرائم الدولة وبأنه يجب على الجمهورية الفرنسية نفسها أن تتحمل المسؤولية عن صفحة مروعة وغير مقبولة من تاريخها''. وقال الحزب إن الأمر يتعلق بالمسؤولية التاريخية وليس ''التوبة''، لأنه لا يمكن أن تكون هناك مصالحة حقيقية دون الاعتراف بمعاناة الآخرين والقبول من تلقاء نفسه بالمسؤولية. وفي منظور الحزب: ''هولاند قام بقطع نصف الطريق الضرورية''. في المقابل، أثار خطاب هولاند بشأن الاستعمار ''الظالم جدا''، امتعاض أحزاب المعارضة، حيث اعتبر رئيس الحزب من أجل أغلبية شعبية، جون فرانسوا كوبي، أنه ''يجب الكف عن النظر'' إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية من ''منظور الماضي''. وفيما اعتبر ألان جوبي خطاب هولاند ب''الإيجابي''، دافع وزير الدفاع السابق، جيرار لونغي، صاحب حركة اليد ''البغيضة''، عما وصفه ''الدور الإيجابي للاستعمار''. وقال إنه لا يمكن لهولاند في خطاب لبعض الدقائق، معالجة موضوع معقد يخص المغامرة الاستعمارية لفرنسا''. ويرى لونغي الذي لا ينظف من الفكر الكولونيالي، أن ''الاستعمار عموما له حصيلة إيجابية وأعتقد أن الاستعمار ليس هو مصدر مشاكل الجزائر الحالية، ولتكن لهم الأمانة للاعتراف بذلك''. الجبهة الوطنية، (اليمين المتطرف) التي تتزعمها مارين لوبان، انتقدت خطاب الرئيس هولاند وقالت إنه كان عليه ''الدفاع أولا عن شرف فرنسا وأولادها الذين سقطوا من أجلها''، مشيرة أنه لم يحمل الطرف الآخر المأساة التي تسبب فيها للحركى والأقدام السوداء.