يصف البروفيسور تيجيزة، اختصاصي الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين بالجزائر العاصمة، مختطفي الأطفال بالقناصين المنحرفين، مشبّها إياهم بالوحوش التي تصطاد فريستها بلا رحمة. بصفتك مختصا، أين تصنف قاتل الأطفال؟ في أغلب الحالات، نصنف مرتكبي جرائم القتل ضد الأطفال في خانة المرضى نفسيا، ذوي انحرافات جنسية، وبأنهم مرضى عقليون يشكلون خطرا على المجتمع. هذه الفئة من الناس لا يستطيعون التحكم في متطلباتهم الجنسية التي تفرض نفسها عليهم بإلحاح. فرغم قدرتهم على التمييز بين الخطأ والصواب، إلا أنهم يقبلون على اختطاف أطفال من الجنسين بهدف الاعتداء عليهم جنسيا، وهم يتلذذون بأفعالهم، بدليل أنهم يعمدون إلى تكرارها كلما سنحت لهم الظروف. تصف القاتل بالوحش، لماذا؟ لأنه يتحيّن الفرص لاصطياد فريسته، ولأن مرتكبي القتل جبناء، يعتدون على الصغار والضعفاء لأنهم لا يقدرون على مواجهتهم. وما المطلوب لعلاج هؤلاء الجناة؟ نحن نطالب بضرورة الاحتفاظ بهؤلاء الأشخاص الذين يشكلون خطرا على المجتمع داخل السجون، حتى بعد انقضاء مدة العقوبة، والمواظبة على استشارة لجنة أطباء مختصين في الصحة العقلية بصفة خاصة، باعتبارهم الأقدر على الحكم على حالة هؤلاء المرضى عقليا، على أن تضم في عضويتها قضاة وخبراء في علم الإجرام، وتكون مهمة اللجنة الفصل في أهلية مرتكب جريمة القتل، واحتمالات عودته لارتكاب نفس الجريمة في حال الإفراج عنه من عدمها، هذه الطريقة تعمل بها عدة دول. ففي فرنسا، مثلا، يحتفظ بالخاطف بعد انتهاء مدة سجنه تحت الرقابة الصحية. كما يتم في كل من سويسرا وإسبانيا تزويد هذه الفئة من المجرمين، بعد الإفراج عنهم، بأدوية لتهدئتهم وإضعاف القدرة الجنسية الزائدة لديهم. وفي الجزائر، ماذا يحدث؟ يفرج عنهم بعد انتهاء مدة العقوبة، دون أخذ مسألة معاودتهم الكرة بعين الاعتبار، من منطلق أن الشخص يعاقب على ما فعل وليس على ما سيقبل على فعله. وعليه، نطالب بإخضاعهم لإجراءات بعد انتهاء مدة حبسهم لضمان اعتداءات أقل على الصغار.