وقّعت الجزائر وإسبانيا، أمس الأول، على ثلاثة عقود شراكة في صناعات الميكانيك والجلد والورق، بهدف نقل التكنولوجيا والكفاءة إلى الطرف الجزائري، بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الإسباني، ماريانو راخوي، للجزائر. ومثل الطرف الجزائري شركة تسيير مساهمات الدولة في قطاع التجهيز الصناعي والفلاحي، وشركة تسيير مساهمات الصناعات المصنعة، وشركة تسيير مساهمات الكيمياء والصيدلة من جهة، ومتعاملين إسبان من جهة أخرى. وفي مجال الصناعات الميكانيكية، فإن شركة تسيير مساهماتها قد وقّعت اتفاقا مع الشركة الإسبانية ''أوروباكتور''، من أجل صناعة مداخل ذات قدرات 5 و20 طنا وفق قاعدة الاستثمار 49 .51 وبناء على ما ينص عليه الاتفاق، فإن شركة مختلطة سيتم إنشاؤها بين المؤسسة الوطنية للأشغال العمومية و''أوروباكتور''، من أجل صناعة المداخل المستخدمة في أشغال الطرق وتسويتها، وسيكون مقر المصنع بعين سمارة في قسنطينة بهدف إنتاج ما بين 200 إلى 300 وحدة سنويا. وأشار رئيس الهيئة المسيّرة لشركة تسيير المساهمات للصناعات الميكانيكية، بشير دهيمي، إلى أن عقد المساهمين ومخطط الأعمال لإنشاء الشركة المختلطة سيتم الانتهاء من إعدادهما والتوقيع عليهما في شهر مارس القادم، بمناسبة انعقاد ملتقى الأعمال الجزائري الإسباني. وأضاف دهيمي أن الشراكة في إطار هذا المشروع ستسمح بتطوير شبكة وطنية للمناولة، ما سيفتح المجال لتوفير مناصب عمل جديد، ونقل التكنولوجيا. من جهة أخرى، كشف رئيس الهيئة المسيّرة لشركة تسيير مساهمات الصناعات المصنعة، عبد الحق سعيداني، عن التوقيع على عقد شراكة بين مجموعة صناعة الجلد التابعة لشركة تسيير المساهمات والشركة الإسبانية سلما، المتخصصة في الصناعات الجلدية. وينص عقد الشراكة على فتح رأسمال مصنع الأحذية بالشرافة، حيث ستستحوذ المؤسسة الإسبانية على حصة 25 بالمائة من أسهم مصنع الشرافة، قبل أن تنتقل هذه الحصة إلى 49 بالمائة في المرحلة الثانية. ومن المتفق عليه أن يصل مستوى إنتاج المصنع في أفق 2014 إلى حدود 55 ألف زوج حذاء، في حين سيرتفع هذا المستوى إلى مليون وحدة انطلاقا من 2015 ومليوني وحدة على المدى المتوسط، وسيوفر المشروع 460 منصب عمل جديد. وحسب ما أشار إليه السيد سعيداني، فإن الشراكة مع الإسبانيين ستمكّن من إنشاء مركز تقني لدعم مؤسسات الصناعة الجلدية، حيث ستكون مختلف المهن الخاصة بها، علاوة على توفيره 150 منصب عمل. وأضاف أن المركز المكلف بالمرافقة التقنية في الصناعة والتركيب والتسويق سيكون مقره بالشرافة، وحدّد رأسماله الاجتماعي ب500 مليون دينار، ويستحوذ الطرف الإسباني على 35 بالمائة من رأس المال ذاته. وقد اتفق الطرفان على دراسة إمكانية إشراك مصانع جلدية جزائرية أخرى في هذه الشراكة، وعلى وجه الخصوص المصانع التي تم غلقها، مثل وحدة فرندة في تيارت. كما وقّعت شركة تسيير مساهمات الصيدلة والكيمياء عقدا مع الشركة الإسبانية ''سايكا بيبرز''، لاسترجاع الورق القديم عبر الشراكة مع مصنع تونيك ومجمّع جيباك. وسيتم عبر هذه الشراكة تحسين عمليات استرجاع الورق القديم، بزيادة قدرات الاسترجاع إلى مستوى 300 ألف طن سنويا، خلال السنوات الثلاث القادمة، بهدف تقليص فاتورة استيراد الورق، حسب ما كشف عنه رئيس الهيئة المسيّرة لشركة المساهمات المعنية، شريف بوناب.