الشركات الإسبانية ستساهم في إنجاز أكثر من 50 ألف مسكن في الجزائر وقعت الجزائر وإسبانيا أول أمس على عدة اتفاقيات تخص مجالات التعاون في العديد من الميادين والقطاعات، وذلك في حفل تم تنظيمه بمقر رئاسة الجمهورية تحت إشراف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر. ويتعلق الأمر ببروتوكول اتفاق للتعاون الصناعي وترقية الشراكة ومذكرة تفاهم في ميدان التعاون الطاقوي ومذكرة تفاهم لتسهيل منح التأشيرات بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال التعاون الثقافي واتفاق إداري للتعاون العلمي والتكنولوجي والدعم المتبادل في ميدان الحماية المدنية، فيما تم من جانب آخر التوقيع على اتفاقيات تخص التعاون في مجالات البناء والسكن. وفي هذا الصدد تم التوقيع على ثلاثة اتفاقات شراكة بين مؤسسات جزائرية و إسبانية لانجاز أكثر من 50 ألف مسكن في الجزائر، مع التنويه إلى وجود 10 مؤسسات مختلطة معنية بانجاز هذه السكنات. كما تم التوقيع على ثلاث اتفاقات تخص التعاون في مجالات صناعة الورق و الأحذية و صناعة القواطع، من أجل تحويل المهارات وتأكيد إرادة البلدين في تطوير العلاقات الاقتصادية و الشراكة بين المؤسسات. وتم توقيع هذه الاتفاقات في هذه الفروع من طرف شركات تسيير المساهمات، التجهيز الصناعي و الفلاحي، و الصناعات التحويلية و الكيمياء الصيدلية،من جهة و متعاملين أسبان من جهة أخرى. ويخص الاتفاق الأول الذي تم توقيعه بين شركة تسيير المساهمات لقطاع الكيمياء والصيدلة و"سايكا بايبرز" حول استرجاع الأوراق القديمة من خلال شراكة جمعت بين تونيك صناعة و جيباك عن الطرف الجزائري و الشريك الاسباني الرائد العالمي في نشاط الاسترجاع، حسب ما تم الإعلان عنه في ندوة صحفية تم عقدها مساء الخميس بوزارة الصناعة. وفي هذا الصدد أوضح شريف بوناب رئيس شركة تسيير المساهمات لقطاع الكيمياء والصيدلة، في ندوة صحفية بمقر وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، أن الاتفاقية التي تم إمضاءها مع الشركة الإسبانية الأولى عالميا في استرجاع الورق سايكا بايبر '' وفق قاعدة 49 إلى 51 بالمائة، ستسمح بنقل التكنولوجيا والخبرة الإسبانية في هذا المجال، مشيرا إلى أن التقديرات الحالية تشير أن كمية الورق المستعمل التي ترمى سنويا في الجزائر تقدر ب 450 ألف طن ولا يتم حاليا استرجاع ورسكلة سوى 100 ألف طن، فيما تتلف الكمية الباقية، قبل الانتقال في المرحلة الثانية إلى إنتاج الورق من مادته الأولية والانتقال في المرحلة الثالثة إلى صناعة ورق الكارتون. وأكد المتحدث بأن أن هذه الشركة المختلطة ستسمح بتوسيع نشاط استرجاع الأوراق القديمة من خلال رفع قدرتها إلى 300 ألف طن، سنويا في غضون ثلاث سنوات و كذا تقليص فاتورة استيراد الورق. وبخصوص اليد العاملة التي سيتم استعمالها في تنفيذ هذا المشروع ذكر المتحدث أنها نفس اليد العاملة الحالية لمجمع '' تونيك صناعة ''، للورق الذي استرجعت الدولة ملكيته بنسبة 100 بالمائة وأصبح شركة اقتصادية عمومية، والذي يشغل حاليا 2500 الذين سيتم اللجوء إلى تكوين جزء منهاعلى مستوى مراكز التكوين المهني والجزء الآخر لا سيما الحاملين لشهادات جامعية داخل المصنع من طرف الكفاءات الإسبانية التابعة لمجمع '' سايكا بايبر ''. أما الاتفاق الثاني فيتعلق بالشراكة في مجال صناعة الأحذية ذات النوعية الرفيعة والذي تم توقيعه من طرف مجمع ليذر أندستري التابع لشركة تسيير المساهمات الصناعات التحويلية و الشركة الاسبانية سيلما المتخصصة في صناعة الجلود. وأوضح عبد الحق سعيداني رئيس شركة تسيير مساهمات الدولة للصناعات التحويلية، في ذات الندوة أن هذه الشراكة تتعلق بإعادة فتح مصنع الأحذية بالشراقة (باطا سابقا) وقال أن شركة سيلما ستأخذ مساهمة أولية بنسبة 25 بالمئة في الرأسمال الاجتماعي لمصنع الشراقة قبل أن ترتفع هذه المساهمة إلى 49 بالمئة، في أفق 2014 سينتج هذا المصنع 55 ألف زوج من الأحذية سنويا قبل أن يرتفع الإنتاج إلى مليون وحدة ابتداء من 2015 و مليونين على المدى المتوسط برقم أعمال يقارب ملياري دينار، فيما سيتم استحداث 450 منصب شغل جديد على مستوى هذا المصنع. و من المقرر أيضا في إطار هذه الشراكة إنشاء مركز تقني لدعم مؤسسات الجلود 500 برأسمال يعادل مليون دينار ( 53 بالمائة للشريك الإسباني ) والذي ستتمثل مهمته في تكوين العمال في مختلف مهن هذا الفرع مع توقع استحداث 150 منصب شغل، كما سيسهر هذا المركز على ضمان التأطير و المساعدة التقنية في نشاطات الإنتاج لاسيما التحكم في مسار الإنتاج و كذا التحكم الكمي و النوعي في إنتاج الجلود من خلال مصانع الجلود التابعة ل "ليثر اندستري". و اتفق الطرفان من جهة أخرى على دراسة إمكانيات الشراكة في مصانع أخرى للجلود لاسيما تلك المغلقة حاليا على غرار وحدة فرندة بتيارت. وبخصوص طريقة التسويق تمت الإشارة إلى أن ذلك سيتم من خلال 20 مغازة ( محل ) منتشرة عبر الوطن توجد واحدة منها في طور التأهيل في مقر سابق لشركة ديستريش بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة. أما في مجال الميكانيك فقد أبرمت شركة تسيير المساهمات للتجهيزات الصناعية اتفاقا مع المؤسسة الاسبانية أوروباكتور لصناعة آلات الرص بطاقة تتراوح من 5 إلى 25 طن حسب قاعدة 49/ 51 بالمئة. و سيتم بموجب هذا الاتفاق إنشاء شركة مختلطة بين المؤسسة الوطنية للأشغال العمومية و أوروباكتور لصناعة هذه الآلات على مستوى مصنع عين السمارة بقسنطينة بحجم سنوي يتراوح بين 200 و300 آلة. و صرح بشير دهيمي رئيس مجلس إدارة شركة تسيير المساهمات للتجهيزات الصناعية والفلاحية بالمناسبة أن استكمال عقد المساهمين و مخطط الأعمال لإنشاء هذه المؤسسة مرتقب في مارس المقبل بمناسبة منتدى الأعمال الجزائري-الاسباني، مشيرا إلى أن هذه الشراكة ستمسح بتطوير شبكة وطنية للمناولة تمكن من خلق مناصب شغل جديدة وتحويل المهارات. ع.أسابع