ما يزال الغموض يحيط بموعد عودة استئناف إنتاج الغاز من "مصنع تقنتورين" بمنشأة "عين أمناس" النفطية جنوب شرق البلاد الذي تعرض لاعتداء إرهابي صباح الأربعاء الماضي. وكان يوسف يوسفي وزير الطاقة الجزائري قد رفض أمس السبت تحديد موعد محدد لإعادة استئناف العمل بالمصنع المستهدف.وقال في تصريحات صحفية "لا نريد المجازفة بحياة العمال و لهذا فإن إعادة تشغيل المصنع سيبقى مرهونا بالوقت الذي تستغرقه عملية نزع الألغام بالموقع".وشن الجيش الجزائري "هجوما نهائيا" أمس السبت على منشأة عين أمناس النفطية لإنهاء عملية تحرير الرهائن التي استمرت اربعة ايام بعد بدء أزمة الرهائن يوم الاربعاء الماضي.وفي هذه الأثناء أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية للنفط والغاز أن "فرقا خاصة تابعة للجيش الجزائري تقوم بعملية نزع الألغام قبل إطلاق عمليات إعادة تشغيل المصنع من قبل عمال سوناطراك الذين تم تجنيدهم لهذا الغرض".وقال مصدر جزائري يعمل لدى شركة بريتيش بتروليوم بحقل الغاز بعين أمناس لمراسل وكالة الأناضول بالجزائر، أن عملية مسح موقع الاعتداء ما تزال مستمرة إلى اليوم "ولا يمكن تحديد موعد رسمي لاستئناف الإنتاج".وأضاف المصدر "المشكلة المطروحة أيضا هي أن أغلب عمال المصنع الأجانب غادروا إلى بلدانهم في حين قتل كثير منهم أيضا خلال العملية الإرهابية".وتعمل بمنشأة "عين أمناس" النفطية ثلاث شركات أجنبية بالإضافة إلى شركة سوناطراك الجزائرية، و يمثّل إنتاج مصنع تيقنتورين 12 % من الإنتاج الوطني الجزائري، ويساهم في رفع حجم الصادرات الجزائرية من الغاز نحو السوق الأوروبية.وقال مصدر من سوناطراك لمراسل الأناضول للأنباء عصر اليوم الأحد:" أن الشركة بعثت بتعليمات لجميع الشركات الاجنبية العاملة في قطاع المحروقات بالجزائر - النفط والغاز- إلى "تعزيز إجراءات الامن بكامل المنشآت التي تتبع لها" تحسبا لاستهدافها من جماعات إرهابية.وقدر المصدر أن عدد الشركات الأجنبية العامل في قطاع المحروقات بالجزائر يقدر ما بين 280 إلى 300 شركة.وأوضح " ليس كل تلك الشركات تعمل في الحفر والتنقيب والإنتاج بل فيه عدد كبير من الشركات التي تعمل في مجال الخدمات التابعة لقطاع المحروقات".ومن جهة أخرى رفض وزير الطاقة الجزائري في تصريحاته أمس تقديم حصيلة عن الخسائر المادية التي خلفها الاعتداء الإرهابي على المصنع، ولكنه قلل من حجم الأضرار وقال "الملاحظات الأولى التي سجلها الخبراء تبين أن الخسائر غير جسيمة بفضل وقف تشغيل التجهيزات بالموقع الغازي ( النفطي)". في حين نقلت صحيفة الخبرالجزائرية الواسعة الانتشار اليوم الأحد عن مصدر مسؤول بوزارة الطاقة قوله أن توقف مصنع قاعدة تيقنتورين بعين أمناس كلفت سوناطراك خسائر بلغت في اربعة ايام 44 مليون دولار، بمعدل 11 مليون دولار يوميا، حيث يمثّل إنتاج مصنع تيقنتورين 12 % من الإنتاج الوطني الجزائري، أي ما يعادل 50 ألف برميل من سوائل النفط والمكثفات.وأعلن وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي في وقت سابق أن العملية الإرهابية التي استهدفت المجمع الغازي" النفطي" الذي تعمل به ثلاث شركات أجنبية بالإضافة إلى سوناطراك الجزائرية لن يؤثر على الاستثمارات الاجنبية في هذا القطاع مستقبلا بالجزائر.وقال الوزير بحسب ما قلته عنه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية " ليس هناك أي اثر سلبي على الإنتاج الوطني من الغاز الطبيعي ولا على التزامات الجزائر تجاه شركائها الأجانب".وحسب معلومات قدمتها وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية فإن منشأة "عين أمناس" النفطية تكلف إنشائها 2 مليار دولار، وبدء في عام 2006 إنتاج ومعالجة الغاز الطبيعي والمكثفات بطاقة إنتاجية تقدر ب 9 ملايين متر مكعب مستخرجة من حقول تيقنتورين وحاسي فريدة وحاسي وان ابشو ووان تردرت.ووقع مجمع الشركاء الذي يضم سوناطراك وبريتيش بتروليوم وستاتويل بالجزائر العاصمة عقدا بقيمة 213 مليون دولار مع المجمع الياباني "جي جي سي" في مايو 2011 من اجل رفع إنتاج حقل تيقنتورين إلى أعلى مستوى.وتنص نود العقد على انجاز خطين للضغط بطاقة 29.7 مليون متر مكعب يوميا يتم إقامتهما قبالة مصنع معالجة الغاز الذي بدا الإنتاج منذ سنة 2006.وأصبح هذا المصنع يغطي لوحده ما يعادل 19 % من صادرات الغاز الجزائرية.