من المعجزات الّتي ظهرت على يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إخباره عن بعض المغيبات. إذ من المعلوم أنّ علم الغيب مختص بالله تعالى وحده، وقد أضافه الله تعالى إلى نفسه في غير ما آية من كتابه العزيز، قال تعالى: ''قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أيّان يبعثون'' النمل.65 وكما أنّ الله تعالى استثنى من خلقه مَن ارتضاه من الرسل فأودعهم، ما شاء الله من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله دلالة صادقة على نبوتهم، قال تعالى: ''مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ ليطلعكم عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يجتبي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ'' آل عمران .179 ومن ذلك الغيب الّذي أعلمه الله لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، موعد أو طريقة موت بعض المعاصرين له، وسوء خاتمة البعض.. كمصارع الطغاة في بدر، ففي اليوم السابق لبدر تفقّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرض المعركة المرتقبة، وجعل يشير إلى مواضع قتل صناديد المشركين. ويقول: ''هذا مصرع فلان''، قال أنس رضي الله عنه: ''فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم''.