دخل حرمان 740 تلميذ وتلميذة في الطور الابتدائي من الدراسة أسبوعه الثالث، بسبب قرار مديرية التربية تحويل مديرة من مدرسة محمد جلولي ببلدية بير الجير إلى مدرسة البشير الإبراهيمي وسط مدينة وهران، وهو القرار الذي يرفضه الأولياء والمعلمون. بعد أن اصطدمت كل مساعي أولياء تلاميذ المدرستين الابتدائيتين، لإقناع مديرية التربية لولاية وهران بمراجعة القرار الذي اتخذته وسط السنة الدراسية، بنقل مديرة من مدرسة إلى أخرى وتحويل معلمات المدرستين واستبدالهن بمعلمات مستخلفات، قرر الأولياء تأجير حافلات والتنقل مع أبنائهم إلى العاصمة، للاعتصام أمام وزارة التربية لإسماع صوتهم. ويتجمع الأولياء كل يوم مع أبنائهم أمام أبواب المدرستين، منذ أسبوعين، وتدخلت الشرطة عدة مرات لإقناعهم بعدم الخروج إلى الشوارع الرئيسية القريبة من المدرستين لقطع حركة المرور، في الوقت الذي لم يحظوا باستقبال من طرف مدير التربية لولاية وهران لسماع انشغالاتهم ومطالبهم. أزمة المدرستين بدأت قبل نهاية العطلة المدرسية، عندما انتشر خبر نقل مديرة مدرسة محمد جلولي بحي القدس ببلدية بير الجير إلى مدرسة البشير الابراهيمي وسط مدينة وهران، هذه الأخيرة التي كان زوجها يشغل منصب مدير فيها، قبل أن يتقاعد نهاية السنة الدراسية الماضية، وكانت تقيم معه في السكن الوظيفي بالمدرسة وتشغل في نفس الوقت مسكنا وظيفيا آخر في مدرسة جلولي بحي القدس. وبعد تقاعد زوجها، عيّنت مديرية التربية مديرا جديدا في مدرسة البشير الإبراهيمي واشتغل طوال الثلاثي الأول، قبل أن تقرر المديرية نقله إلى مدرسة محمد جلولي. ليس هذا فقط، حيث قررت المديرية أيضا تحويل كل معلمات المدرسة إلى مؤسسات أخرى وعوضتهم بمعلمات مستخلفات، كما اتخذت نفس القرار مع أغلبية معلمات مدرسة البشير الإبراهيمي. وكان الأولياء قد نبّهوا مديرية التربية كتابيا من عواقب قرارها قبل أن تنفذه، ونظموا العديد من الاعتصامات أمام المدرستين ''بأي منطق تقرر المديرية التي من المفروض أن تربي أبناءنا، نقل معلماتهن اللائي لم يطلبن ذلك، وسط السنة الدراسية، رغم أن ذات المديرية تقرّ بأنهن جيّدات، بدليل الشهادات التقديرية التي منحتها إياهن''، كما يقول الأولياء. ويضيفون ''إننا نستنكر بشدة سلوك مدير التربية الذي لا يهتم بمطلب أولياء 740 تلميذ ولم يكلف نفسه استقبالنا. إننا نشعر بأن أطرافا تريد أن يتعفن الوضع، وهو ما نرفضه، لأن الأمر يتعلق بمصير أبنائنا''. وبعد أسبوعين من مقاطعة الدراسة، أوفدت مديرية التربية الوطنية مفتشين مركزيين، أمس، إلى وهران، استمعا إلى المديرة، ولما اقتحم الأولياء مدرسة البشير الإبراهيمي، اضطرا إلى لقاء ممثلين عنهم في أحد الأقسام بحضور ''الخبر''، وحاولا في البداية إقناعهم بالتعقل، لأن ''الوضع خطير في البلاد ويجب التعقل''. وبعد إصرار الأولياء على مطلبهم، ردا أن مهمتهما ليست تفتيشية ''جئنا لمعاينة الوضع في المدرسة ولاحظنا أن 13 تلميذا فقط يدرسون، وهو ما سنبلغه للوزير''.