أفاد الدكتور بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بأنّ ''الفقه الإسلامي كتاب مفتوح على حياة النّاس يوجّههم نحو خيري الدّنيا والآخرة، ويجد الحلول لما استعصى عليهم من مشكلات الحياة من نصوص الشّريعة وأدلّتها وقواعدها في ظلّ روحها ومقاصدها السّامية، سعيًا إلى تحقيق الحياة الطيّبة الكريمة''. وأكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في تقديمه لأعمال الملتقى الدولي السادس للمذهب المالكي حول ''فِقهُ النَّوازِل في الغرب الإسلامي'' الذي انعقد بولاية عين الدفلى ما بين 28 و29 أفريل العام 2010، أنّه ''إذا كان علم الفقه هو الإطار النّظري الذي يُنظِّم التّصرّفات العملية للمكلّفين، فإنّ فن النَّوازل هو الميدان الخصب الذي تتفاعل في أحكام الفقه ونظرياته مع مستجدات النّاس وتفاصيل حياتهم في تناغم اجتماع وملمح واقعي، يتم فيه تنزيل قواعد الفقه ومسائله على واقع النّاس المعيش'' وذلك ل''ضبط عباداتهم وعاداتهم ومعاملاتهم''. وأوضح غلام الله، في افتتاحية أعمال هذا الملتقى الصادرة حديثًا، بأنّ فقه النَّوازل ''وسيلة تتفاعل من خلالها الطبقات الاجتماعية المختلفة مع العلماء والفقهاء''، حرصًا من الجميع ''أن يخرجوا بأنفسهم من دواعي الأهواء لينقادوا إلى داعي الشّرع''. وخلص الوزير للقول إنّ فقه النّوازل ''فقه متحرّك في الزّمان والمكان، مرنٌ إذا تغيّرت الملابسات والظروف، متفاعل مع كلّ ما يحدث ويستجد''. ودعا غلام الله إلى تفَقُّد التراث الفقهي ومراجعته، واستثمار أصوله ومناهجه في الإجابة عن التّساؤلات والنّوازل، وذلك لمواجهة التحديات التي أفرزتها العولمة والحداثة وتفرضها الحياة المعاصرة المتسارعة.