تضاربت الأنباء مجددا حول مصير كل من القياديين في تنظيم ''القاعدة'' مختار بلمختار وعبد الحميد أبو زيد، بعد نشر موقع إذاعة فرنسا الدولية ومجلة ''باري ماتش'' لنفس الصورة، لكن إحداهما قالت إنها جثة بلمختار، والثانية أعلنتها جثة أبو زيد. وعلق وزير الدفاع الفرنسي على الصورة فقال ''لو كان حقا بلمختار فستكون تلك أنباء طيبة، لكني لست مقتنعا بالصورة''. نشر موقع إذاعة فرنسا الدولية ومجلة ''باري ماتش'' الفرنسية، أمس، نفس الصورة لجثة وسط صخور في موقع ما في شمال مالي التقطها جنود تشاديون عادوا من معارك مع مقاتلين من تنظيم ''القاعدة''، لكن الإذاعة والمجلة اختلفتا حول صاحب الجثة، وقالت الإذاعة الفرنسية إن الصورة للإرهابي في ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' مختار بلمختار الملقب ب''خالد أبو العباس''، فيما قالت مصادر المجلة الفرنسية إن الصورة لعبد الحميد أبو زيد. ونشرت ''باري ماتش'' صورة لجثة رجل مسلح قالت إنه ''أبو زيد'' أسفل صخرة في تضاريس تشتهر بها جبال ''إيفوغاس'' في أقصى شمال شرق مالي، وقربها جثة ثانية لمسلح لا يظهر وجهه تماما، بينما نقلت إذاعة ''أر أف إي'' نفس الصورة لكنها أكثر قربا وقد صورت من هاتف نقال لأحد الجنود، وتُظهر الصورة من وصفته الإذاعة ببلمختار مشوّها على مستوى الجبهة، وذكرت الإذاعة أن الصورة حصل عليها مراسلها من تساليت، شمال شرق مالي، أطلعه عليها جنود تشاديون وقالوا إن الصورة ''هي لمختار بلمختار'' الذي يكون قد قتل في وادي ''أميتيتاي'' بجبال إيفوغاس شمالي مالي في الثاني من مارس الجاري. وبموجب هذه الصورة، أعلنت السلطات التشادية نبأ مقتل كل من ''أبو زيد'' و''بلمختار'' ما يعني أن أحدهما فقط قد قتل، بما أن القوات التشادية قدمت جثة واحدة على أنها تعود لقياديين اثنين في نفس الوقت. وذكر رئيس تشاد، إدريس ديبي، مساء أول أمس، مجددا أن قوات بلاده قتلت بلمختار وأن عدم نشر صور جثته وجثة أبو زيد كانت بسبب احترام المبادئ الإسلامية. وقال ديبي إن ''اثنين من قادة الإرهابيين أبو زيد وبلمختار اللذين كانا يعيثان فسادا في شمال مالي لقيا مصرعهما أثناء مواجهات وقعت في 22 فيفري، والثاني بداية مارس في منطقة أدرار شمال مالي، بين القوات المسلحة التشادية والإرهابيين''، وأعلن أيضا ''وفاة جندي آخر'' تشادي، ما يرفع إلى 27 عدد العسكريين التشاديين الذين قتلوا بعد مواجهات في شمال مالي، وتطرق إلى حصيلة ''تفوق مقتل سبعين إرهابيا''. وعندما سئل وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، أمس، عن الصورة التي نشرت في وسائل إعلام فرنسية، قال ''إنه لو كان حقا بلمختار فستكون تلك أنباء طيبة لكني ليست مقتنعا بالصورة''، وكشف أن قوات من فرنسا وتشاد قتلت نحو 15 إرهابيا ليلة الإثنين في وادي أميتيتاي في شمال مالي، وأن نحو 1600 جندي فرنسي وتشادي يعملون في المنطقة ما زالوا يلاحقون مقاتلين مفترضين. وأضاف ''لم ينته الأمر بعد.. لأنه بعد وادي أميتيتاي هناك أودية أخرى... ونظرا لضراوة المعارك التي دارت خلال الأسبوعين الماضيين يمكن أن نرى أنه يوجد مخبأ هناك''.