تصاعد الجدل حول خبر مقتل القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مختار بلمختار، بعد نشر وسائل الإعلام الفرنسية صورة تم التقاطها بواسطة هاتف نقال نسبتها إليه، حيث قامت كل من مجلة “باري ماتش" والموقع الاكتروني لإذاعة فرنسا الدولية، بنشر صورة لجثة مخضبة بالدماء على أنها جثة القيادي الكبير في تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الذي قضت عليه القوات التشادية قبل أيام. أما عن مصدر الصور، فقد أعلنت إذاعة فرنسا الدولية، أن موفدها في منطقة “تيساليت" في أقصى شمال مالي مادجياسرا ناكو حصل عليها عبر جنود تشاديين، عادوا من المعارك ضد الجماعات المسلحة التقطوها بهواتفهم النقالة. لكن مصدرا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي أكد لموقع “صحراء ميديا" الموريتاني مقتل القيادي الآخر عبد الحميد أبو زيد، نفى مقتل بلمختار قائلا “أبو زيد قتل" في قصف جوي فرنسي في جبال “إيفوغاس" شمال شرق مالي “وليس بأيدي التشاديين" الذين كانوا على بعد 80 كيلومتراً أثناء القصف. أما بلمختار فإنه حي يرزق لأنه ببساطة موجود في منطقة غاو شمال مالي، حيث يخوض معارك ضد العدو. نفي مصادر القاعدة لمقتل بلمختار، جاء بعد تأكيد الرئيس التشادي ادريس ديبي ذلك، مشيدا بما وصفه بالجهد الكبير الذي بذلته قوات بلاده في الحملة التي تخوضها مع القوات الفرنسية والمالية ضد القاعدة في منطقة الساحل. و أضاف ديبي في تصريح له خلال تدشينه لمحطة لتوليد الكهرباء في العاصمة انجامينا، إن سلطات بلاده لم تعرض جثث بلمختار وأبو زيد “احتراما لمبادئ الشريعة الإسلامية التي توجب احترام جثث القتلى" موجها كلامه الى وزير الدفاع الفرنسي الذي طالب تشاد بتسليمها الجثث قصد معاينتها والتأكد من أنها تعود فعلا للقياديين. هذا التضارب في الأنباء الصادرة من القاعدة والحكومة التشادية، ترافق مع تصريحات غير مؤكدة حول صحة الخبر من السلطات في كل من مالي و النيجر، وكذلك الجزائر التي ينحدر منها بلمختار والتي يمكن أن تحسم الجدل حول مصيره عبر مقارنة الحمض النووي في الجثة المفترضة مع عينات من أقاربه. للإشارة، فان الكثير من الأطراف المشككة في خبر مقتل بلمختار، تقول إن الحكومة التشادية تحاول أن تبرز إنجازات قام بها جيشها هناك لتبرير مقتل العشرات من جنودها في شمال مالي، والتي من شأنها أن تزيد من الوضع المتأزم الذي يعيشه نظام الرئيس إدريس ديبي.