قال المؤرخ الفرنسي أوليفيي لوكور غرانميزون إن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر لا يمكن نكرانها، لكن الحكومة الفرنسية تصر على عدم الاعتراف بها وتقديم اعتذاراتها، حتى تتجنب المتابعة القضائية ضد الذين ارتكبوا هذه الجرائم. وكشف غرانميزون، أمس، خلال مشاركته في ندوة حول موضوع ''الجزائروفرنسا.. التوبة : ضرورة أو مجرد عذر''، التي نظمتها يومية ''الوطن'' بالتعاون مع منشورات ''البرزخ''، بنزل السفير، بالجزائر العاصمة، أن تقنيات قمع الحرب الثورية التي أوجدها الجنرال بول أوساريس انتقلت إلى أمريكا اللاتينية، واستخدمتها الديكتاتوريات العسكرية هناك لقمع الحركات الثورية والديمقراطية. معتبرا أن فرنسا تأخرت كثيرا في الاعتراف بجرائمها الاستعمارية مقارنة بأستراليا التي اعترفت بإبادة السكان الأصليين، والولايات المتحدةالأمريكية التي سارت بدورها في نفس الاتجاه. وعلى خلاف رأي المؤرخ الفرنسي، اعتبر الباحث الجزائري سليم إسماعيل خزندار أن مسألة ''التوبة'' التي يطالب بها الجزائريون لا تهم، بقدر ما تهم معرفة التاريخ الحقيقي للاستعمار، وتوضيح تجاوزاته. في حين رأت الباحثة مليكة رحال أن مسألة التوبة تعني بالنسبة للطرف الجزائري محاولة إحقاق العدالة، والشروع في علاقات جديدة مع الطرف الفرنسي تكون خالية من الحقد. يذكر أن منشورات ''البرزخ'' أصدرت مؤخرا كتابا جماعيا أشرف عليه سليم إسماعيل خزندار، بعنوان ''مظاهر التوبة''، تناول الظاهرة من زاوية مختلفة.