يتوجه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، بعد غد الأحد، إلى نواكشوط بموريتانيا، حيث سيترأس الوفد الجزائري متعدد القطاعات في اجتماع البلدان المجاورة لمالي. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن هذا الاجتماع، الذي يأتي عقب قرار مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، في جانفي 2013، سيتناول التعاون بين البلدان المجاورة لمالي في مجال المعلومات ومراقبة الحدود. كما سيتعلق الأمر بالتوصل إلى اتفاقات أمنية في إطار الخطة الافريقية لإحلال السلم والأمن بمنطقة الساحل. وفي سياق متصل، جددت الخارجية الفرنسية، أول أمس، دعوتها لتعزيز بعثة مراقبة حقوق الإنسان، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الرقم 2085، وذلك في رد غير مباشر على اتهامات صدرت عن المفوضية الأممية العليا لحقوق الإنسان ضد الجيش المالي، بارتكابه انتهاكات ضد التوارف والعرب في شمال البلاد. وقال الناطق المساعد لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، فانسان فلورياني، إن باريس تبقى قلقة جراء وضع حقوق الإنسان في مالي، ولاسيما بعد ورود أنباء عن وقائع لانتهاكات نقلتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. وأشار المتحدث بأنه لا يمكن للثأر، أبداً، أن يكون شكلاً من العدالة. إن احتداد التوترات الإثنية هو مقلق بشكل خاص''. وأوضح فلورياني أن القوات الفرنسية تلقت تعليمات بأن تكون حذرة ويقظة جداً من احتمالات حصول انتهاكات لحقوق الإنسان. وفرنسا ستنقله عند الاقتضاء، وتحيط علماً به السلطات المالية. كما أعلن المتحدث ''نرحب بعقد السلطات المالية اتفاق تعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، التي فتحت تحقيقاً حول جرائم الحرب المرتكبة في مالي، منذ جانفي .2012 وستواصل فرنسا توجيه رسالة حازمة وثابتة للسلطات المالية، لتذكيرها بهذه الالتزامات. ونحن ندعم إنشاء لجنة الحوار والمصالحة وندعوا السلطات المالية لبذل كل ما من شأنه إقامة حوار شامل وجامع مع السكان الماليين بتنوعهم. بدوره، صرح الرئيس المالي، ديوكوندا تراوري، الذي قوم بزيارة للسنغال، أنه متأكد من أن فرنسا لن تسحب جنودها، وستبقى في الشمال طالما هناك احتياج لها، ولكنها لن تبقى بعد ذلك''. من جانبه، قال رومانو برودي، في تصريح ل''رويترز''، أنه إذا رسّخ المقاتلون الإسلاميون وجودهم في منطقة الساحل، فإن هذا يمكن أن يمثل تهديدا للغرب أكبر من الذي يمثله العراق أو أفغانستان''. وذكر برودي بأنه ''أسيء تقدير أعداد وقوة الإرهابيين بشدة''.