جدد أفراد التعبئة في صفوف الجيش الوطني الشعبي لفترة 59/99 لمكافحة الإرهاب، أمس، الموعد مع الحركة الاحتجاجية من خلال تنظيم عدة مسيرات ووقفات في ولايات تيزي وزو وتيارتووهرانوالبليدةوبسكرة، طالبوا خلالها بحقوقهم نظير تجنيدهم في صفوف الجيش خلال العشرية الدموية لمحاربة الإرهابيين. كانت شوارع مدينة تيزي وزو، أمس، مسرحا لمسيرة شارك فيها مئات من أفراد التعبئة في صفوف الجيش الوطني الشعبي الذين ناشدوا الرئيس السابق السيد ليامين زروال التكلم ولو لإنصافهم، والسلطات العليا بالبلاد بالاعتراف بتضحياتهم ومنحهم حقوقهم رافعين شعارات ولافتات كتب على إحداها ''لا لتهميش أفراد التعبئة.. هل الإرهابيون أفضل منا؟''. وشارك في هذه المسيرة، التي انطلقت من المحطة القديمة للمسافرين باتجاه مقر الولاية على الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس، مئات من أفراد التعبئة المنحدرين من ولايات بومرداس والجزائر العاصمة والبويرة وتيزي وزو، ردد المشاركون في المسيرة شعاراتهم المعهودة وأناشيد منها ''أنا جندي ولد الصف... حاربنا الإرهاب أعطوا لنا حقنا''، كما رفعوا لافتات كتب على إحداها ''لا لتهميش أفراد التعبئة في الجيش لفترة 95/ ''99 و''هل الإرهابيون أفضل منا؟''. كما طالب المشاركون في هذه المسيرة السلمية الرئيس السابق ليامين زروال بالتدخل لإنصافهم ولمنحهم حقوقهم، كونه كان رئيسا خلال تلك العشرية الدموية، حيث رددوا عدة مرات ''يا زروال تكلم''. وتوقف المشاركون في هذه المسيرة لدى وصولهم إلى محور عمارة جرجرة والعمارات الزرقاء لبضع دقائق في انتظار عودة زملائهم الذين شكلوا وفدا لمقابلة السلطات العسكرية بالقطاع العملياتي لتسليمها رسالة تلخص مطالبهم، تتقدمها المطالبة بإعادة النظر في قانون المعاشات العسكرية. وجاء في الرسالة الموجهة من قبل المحتجين إلى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ''.. فئتنا اعتبرت هذا القرار تعسفيا وهو بمثابة إعدام للوطنية ونكران للجميل من قبل أعلى سلطة في البلاد، أقصينا بغير حق. فبعد الحراك والنضال السلمي صدمنا وبكل أسف بالقانون الذي يخص المعاشات العسكرية، حيث أخذت فئة المعطوبين والمتوفين والمرضى منا بعين الاعتبار ولم تحظ الفئة الباقية منا ولو بنسبة قليلة''. وفي تيارت اعتصم العشرات من أفراد التعبئة، أمس، أمام مبنى الولاية للمطالبة برد الاعتبار والاستفادة من المزايا التي رفعوها لتحسين ظروفهم المعيشية نظير استجابتهم لنداء الواجب والخدمة التي قدموها خلال العشرية السوداء في محاربة الإرهاب. كما تجمع، أمس، عشرات الكهول والشباب من أفراد التعبئة للجيش الوطني الشعبي، قبالة مقر ولاية وهران، رافعين نفس المطالب التي رفعها زملاؤهم في مختلف ولايات الوطن. وجرى التجمع في هدوء، وتحت مراقبة ظاهرة للشرطة، التي جندت العديد من الأعوان للتدخل في حالة الضرورة. إلا أنه لم يتم تسجيل أي تجاوزات. ويقول المعتصمون ''إننا لبّينا نداء الواجب الوطني في وقت الشدة. ولم نهرب أو نسلم السلاح. واليوم نجد أنفسنا دون مستقبل ولا عمل، ولم نستفد حتى من تعويض الفترات التي قضيناها في الجيش فوق مدة الخدمة الوطنية''. وفي البليدة جدّد أمس نحو ألف جنديّ سابق في إطار التعبئة اعتصامهم أمام مقر الناحية العسكرية الأولى بالبليدة للمطالبة بالحقوق الاجتماعية التي يتمتّع بها الجيش. كما تجمّع أفراد التعبئة أمام ولاية بسكرة للمطالبة بالتكفل بهذه الشريحة التي تصدت للجماعات الإرهابية في زمن الأزمة الأمنية، وخص هؤلاء بالذكر مشكلة البطالة والسكن.