استقالة معاذ الخطيب تسرق الأضواء من قرارات وزراء الخارجية العرب قرر وزراء الخارجية العرب، أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة، منح مقعد سوريا في جامعة الدول العربية للاتلاف السوري المعارض، مع تسجيل معارضة العراق وتحفظ الجزائر، بينما رفضت لبنان مبدئيا الخوض في الشأن السوري. أكد وزير الخارجية، مراد مدلسي، مباشرة بعد خروجه من الجلسة المغلقة لاجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيرا للقمة العربية، تحفظ الجزائر على منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف المعارض، ونفى أن يكون الموقف الجزائري قد اتخذ من منطلق سياسي. وغلف مدلسي، في تصريح للصحافة الجزائرية المتواجدة في الدوحة لتغطية أشغال الدورة العادية الرابعة والعشرين للجمعية العامة لجامعة الدول العربية على مستوى القمة، الموقف الجزائري بتخريج قانوني حين قال: ''معروف على الجزائر احترامها للقوانين والمواثيق، وموقفها المتحفظ جاء من هذا المنطلق''، ثم أضاف: ''ممكن أن نغيّر قوانين جامعة الدول العربية، وفي انتظار ذلك علينا أن نحترم ما هو موجود''. وبعد أن شدد على فكرة أن منح المقعد للائتلاف المعارض هي ''مؤقتة''، أوضح مدلسي بأن الغموض ما زال يلف موضوع من يمثل المعارضة السورية في أشغال القمة العربية المزمعة ليومي الثلاثاء والخميس: ''لا أستطيع أن أقول من سيمثل المعارضة، ننتظر غدا أو بعد غد لنعرف''. وألح مدلسي على أن ''هذا الموضوع في كل الحالات ليس مصيريا، أما المصيري فهو توقيف العنف في سوريا، وجلوس السوريين إلى طاولة واحدة للاتفاق على منهجية عمل تمكنهم من إنقاذ هذا البلد الكبير والتاريخي''، قبل أن يسجل: ''مع الأسف الشديد هذا غير موجود اليوم وهو ما يشغل بالنا''. واغتنم مراد مدلسي الفرصة ليكشف أن ''لجنة مبادرة السلام العربية ستجتمع قريبا للخروج بمقترحات تسعى إلى الدفع بعملية السلام في فلسطينالمحتلة إلى الأمام''. ومباشرة بعد تصويت وزراء الخارجية العرب لصالح منح مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري المعارض، فجّر رئيس هذا الأخير الدكتور معاذ الخطيب ''صدمة'' من العيار الثقيل حين أعلن استقالته من منصبه حتى ''يتمكن من العمل بحرية''، على حد قوله. وبرر معاذ الخطيب، حسب ما أعلنه مكتبه، قرار الاستقالة المفاجئ بقوله: ''كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبر بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية''. وتأتي استقالة الخطيب من المنصب الذي تولاه منذ نوفمر 2012 لتخلط الكثير من أوراق اللعبة داخل المعارضة السورية ولدى الدول الداعمة لها، فقد سبق لممثل هذه الأخيرة في قطر أن أعلن بأن ''رئيس الائتلاف الدكتور معاذ هو من سيقرر من سيمثل المعارضة في القمة''، وهو ما دفع ببعض المتتبعين إلى ترجيح أن يكون خلاف قد نشب بين الخطيب ورئيس حكومة الائتلاف المؤقتة، غسان هيتو، حول حجم هذا التمثيل ونوعيته. والخلاف بين رأسي المعارضة السورية نابع أصلا من توجه الرجلين الثقافي والسياسي والإيديولوجي، حيث إن الأول خريج المدارس الدينية في سوريا وهو من دعاتها المشاهير، وكان إماما للمسجد الأموي بدمشق، بينما يحمل الثاني الجنسية الأمريكية ويعمل في الولاياتالمتحدةالأمريكية بقطاع الاتصالات.