أفادت تقارير إعلامية صادرة أمس بأن الائتلاف السوري بصدد التحضير لطلب الحصول على كرسي سوريا في الأممالمتحدة، خلال شهر سبتمبر المقبل، غير أن مصادر من الأممالمتحدة، بالإضافة إلى خبراء في القانون الدولي، استبعدوا إمكانية قبول الأممالمتحدة، ليس فقط بسبب الرفض الروسي والصيني المتوقع، وإنما بسبب رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية، على الرغم من مساندتها للمعارضة السورية. ويرى الخبراء بهذا الخصوص أنه لم يسبق في تاريخ الأممالمتحدة أن تم منح كرسي دولة للمعارضة قبل وصولها إلى الحكم والإطاحة بشكل رسمي بالنظام القائم، في تأكيد على أن منح الائتلاف كرسي سوريا يتطلب إحالة الأمر على اللجنة القانونية بالجمعية العام للأمم المتحدة لتغيير القانون، وهو الأمر الذي لا تحبذه لا الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا غيرها من الدول، فيما اعتبرت مصادر دبلوماسية من أروقة الأممالمتحدة أن الهيئة الدولية ستظل تعترف بالسفير الحالي لسوريا. وفي السياق، تشير مصادر من إدارة البيت الأبيض أن حث الولاياتالمتحدةالأمريكية المعارضة السياسية السورية على توحيد صفوفها والتسريع في تشكيل حكومة فعلية تمارس مهامها على أرض الواقع، يدخل في إطار تمكين المعارضة من استكمال الإطاحة بالنظام، ومن ثمة الاعتراف بها بشكل رسمي، غير أنه ووفقا للتقارير الواردة من الداخل السوري، تظل أزمة الانشقاق في صفوف المعارضة السورية تؤثر على مهام رئيس حكومة المعارضة، غسان هيتو، في مسعاه لتشكيل حكومة انتقالية. وكرت تقارير إخبارية، نقلا عن قادة عسكريين من الجيش الحر، أن هناك نزاعا حادا حول منصب وزير الدفاع، بين هيئة الأركان، المحسوبة قياداتها على الإخوان، وبين القيادة العسكرية المشتركة التي تسعى إلى الحصول على منصب وزير الدفاع بحكم أحقيتها الميدانية في الداخل. والمثير أن تطور الخلاف بين الطرفين بلغ مرحلة التهديد بتخلي مساندة الجيش الحر للائتلاف المعارض، والعمل على تشكيل كيان سياسي معارض جديد يكون جامعا ولا يخضع لسيطرة أي طرف، على حد ما أوضحه فهد المصري، المتحدث الإعلامي باسم الجيش الحر. وفي سياق متصل، أكد الجيش الحر أن تخلي المجتمع الدولي عن المعارضة المسلحة حتم عليها التعامل مع جبهة النصرة، المحسوبة دوليا ضمن الجماعات الإرهابية، على حد تأكيد المنسق السياسي للجيش الحر، لؤي المقداد، الذي أكد رفض الجيش لبيان القاعدة في العراق الداعي للجهاد في سوريا من أجل إقامة دولة إسلامية، وكانت القاعدة نشرت بيانا تبنت فيه جماعة جبهة النصرة باعتبارها فرعا لها في سوريا، الأمر الذي جعل الجيش الحر يؤكد على أنه يسعى للإطاحة بالنظام الحالي وإقامة نظام يتيح للشعب اختيار ممثليه.