تحويل رياض الأسعد إلى تركيا للعلاج بعد محاولة اغتياله أعلن، أمس، أحمد معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض مشاركته في القمة العربية المقررة اليوم في العاصمة القطرية، الدوحة، على الرغم من استقالته من رئاسة الائتلاف، إذ أشار الخطيب في بيان له إلى أن جلوسه على المقعد السوري لا علاقة له بالاستقالة، في إشارة إلى إصراره على التخلي عن رئاسة الائتلاف. يأتي تأكيد الخطيب في الوقت الذي تستمر فيه مساعي أعضاء الهيئة العامة للائتلاف لثنيه عن قراره، في حين جددت الدول العربية دعوتها للمعارضة السورية لتجاوز خلافاتها الداخلية، وقد كان ممثل الائتلاف في قطر، نزار الحراكي قال من جهته، إن الائتلاف سيكون حاضرا في القمة وممثلا للشعب السوري من خلال وفد يرأسه الخطيب رفقة وفد من ثماني شخصيات معارضة من الائتلاف على رأسهم نائبا الرئيس جورج صبرا وسهير الآتاسي ورئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو. في هذا الشأن أكد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن استقالة معاذ الخطيب مؤشر على عمق الخلافات بين أعضاء الائتلاف، في إشارة إلى أن هناك من يعارض طرح الحل السياسي الذي عبّر عنه الخطيب، في حين دعت الخارجية الفرنسية على لسان الوزير لوران فابيوس إلى ضرورة توحيد صفوف المعارضة. ويرى المراقبون أنه على الرغم من مشاركة الخطيب في القمة العربية الرابعة والعشروي إلا أن ذلك لا يلغي الانشقاق الكبير الذي بات يعاني منه الائتلاف، خاصة في ظل تصريحات قيادة الجيش الحر الرافضة للاعتراف بشرعية رئيس وزراء حكومة المعارضة الانتقالية، غسان هيتو، حسب ما أكده لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش الحر، مع العلم أن الجيش الحر أعلن تأييده للخطيب، فيما يرى المراقبون أنه احتمال لفتح الباب أمام خيار ثالث يقوده الخطيب المؤيد لوقف القتال وخوض حوار مع ممثلين عن النظام السوري للتسريع بإنهاء مأساة الشعب السوري، بعدما تأكد لديه أن المجتمع الدولي تخلى عن وعوده ''بنصرة السوريين''. وأشارت تقارير من أروقة القمة العربية أن البيان الختامي للقمة سينظر في إمكانية إعادة تفعيل دور الجامعة العربية بعد فشل الأممالمتحدة في إيجاد حل فعال ينهي إراقة الدماء، فيما ذكرت مصادر عربية وجود اتجاهين مختلفين في صياغة البيان الختامي، الأول يدعو صراحة الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن الحكم، والثاني يدعوه ''إلى العمل على تحقيق تطلعات شعبه في التغيير والإصلاح الديمقراطي الحقيقي وإيقاف آلة البطش''، على حسب ما جاء في مسودة بيان القمة الختامي الذي أورده موقع ''سكاي نيوز العربية''، وهي دعوة فيما تبدو أقرب لقبول الحوار للخروج من الأزمة. وعلى صعيد آخر، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو مصرة على المشاركة إلى جانب الصين ضمن لجنة الأممالمتحدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، إذ أشار غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن التحقيقات لن تكون موضوعية إلا إذا أجرتها مجموعة ''متوازنة من الخبراء الدوليين''. أما على الصعيد الميداني، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قذائف هاون في محيط ساحة الأمويين، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، فيما أكد المتحدث باسم الجيش الحر، لؤي المقداد خبر إصابة العقيد رياض الأسعد، أحد مؤسسي الجيش الحر على إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته أثناء قيامه بزيارة إلى منطقة دير الزور، مضيفا أن الأسعد وصل إلى تركيا لتلقي العلاج، حيث أصيب بجروح بليغة في إحدى رجليه.