أكدت مصادر مطلعة، أمس، مباشرة منظمة المحامين لمنطقة معسكر الإجراءات العقابية في حق مجموعة من محامي سعيدة، الذين وردت ضدهم شكاوى تخص الضرب والجرح والاعتداء في حق نظرائهم من البيض والنعامة أمام مقر المجلس، حيث تمت إحالة المتابعين أمام المجلس التأديبي للمنظمة الذي قرر تسليط عقوبات متفاوتة في حقهم. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار حالة الاحتقان الشديد التي تفجرت في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي دارت قبل أيام بين محامي سعيدة وزملائهم من ولايتي البيض والنعامة، حيث يواصل هؤلاء مقاطعة الجلسات وشل القضايا للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك إلى حين الاستجابة لمطلبهم بفتح مجلس قضاء مستقل عن مجلس سعيدة، مقررين نقل الاحتجاج، نهار اليوم، إلى محكمة لبيض سيدي الشيخ، وسط تخوفات كبيرة من أي انزلاقات محتملة، بفعل إمكانية المؤازرة المرتقبة من قبل جموع المواطنين وممثلي المجتمع المدني المساندين لهذا المطلب، لاسيما أمام المتاعب الكبيرة التي يواجهونها نتيجة بعد المسافة، على أن يتم تنظيم احتجاج آخر بعد يومين في محكمة العين الصفراء. من جهتهم، يعكف محامو ولاية سعيدة على تحقيق مسعاهم بالانفصال عن منظمة معسكر، حيث شكلوا وفدا تنقل، الثلاثاء الماضي، إلى رئيس الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين بقسنطينة، من أجل شرح وجهة نظرهم عن الأحداث الأخيرة، وتقديم طلب رسمي لتأسيس منظمة مستقلة تُغنيهم عن التبعية لمنظمة معسكر، حيث من المقرر أن يقوم الوفد بزيارات مماثلة إلى جميع نقباء الوطن من أجل حشد المساندة اللازمة لتجسيد هذه الرغبة. وفي هذا الموضوع، أوضح الأنور مصطفى، النقيب الوطني للمحامين، في اتصال مع ''الخبر'' أمس، بأنه استمع لانشغالات وفد محامي سعيدة، غير أنه أبلغهم باستحالة النظر في أي طلب إلى غاية حل المشاكل العالقة التي تطورت إلى حد وقوع اشتباكات أسفرت عن جرحى ومصابين، مضيفا بأن ''تأسيس منظمة لا يتم بهذه الطريقة، وإنما يخضع إلى مراحل تُحترم فيها القوانين والتنظيمات المعمول بها التي تنتهي بعد الدراسة والمعاينة إلى عرض ملف مؤسس على وزير العدل حافظ الأختام من أجل الموافقة على اعتماد المنظمة متى توفرت الشروط، على غرار العدد الكافي للمحامين، وحجم القضايا، ومجموع المحاكم والهيئات القضائية المتواجدة في المنطقة، ليتم في آخر المطاف توقيع المرسوم، تماما مثلما حصل مع منظمة بومرداس التي انفصلت عن منظمة تيزي وزو، ومنظمة بجاية التي انفصلت عن منظمة سطيف دونما حاجة إلى اللجوء للعنف والهمجية''. وعلى صعيد آخر، تنقل نقيب المحامين لمنظمة معسكر رفقة عدد من أعضاء المجلس، مؤخرا، إلى ولاية النعامة لزيارة الأستاذ عبد الحميد برمضان، أحد المصابين في الاشتباكات الأخيرة، والذي استدعت حالته الاستشفاء لمدة يومين على مستوى إحدى المصحات المتواجدة في منطقة عين الحجر، حيث أكد هذا الأخير بأن أعضاء المجلس التزموا بمعاقبة كل المتورطين في الأحداث، غير أنه لم يتم لحد الساعة الكشف عن نوع الإجراءات التأديبية التي تم اتخاذها ولا عدد المحامين المعاقبين، بالرغم من محاولاتنا المتكررة للاتصال بنقيب المنظمة دون جدوى طيلة نهار أمس.