الأمن التونسي يستجوب ''الحاج عبدة'' المتهم بقيادة شبكة تهريب الأسلحة إلى الجزائر أمر قاضي التحقيق في الغرفة الأولى بمحكمة عنابة، عشية أمس، بإيداع الحبس المؤقت تونسيين و4 جزائريين، متورطين في تكوين شبكة دولية للتهريب والمتاجرة بالأسلحة الحربية عبر الحدود الجزائرية - التونسية، بعدما ألقي عليهم القبض متلبسين بالقرب من نقطة حدودية مشتركة تفصل بين قرية لحدادة بسوق اهراس ومنطقة ساقية سيدي يوسف التونسية. استجوب قاضي في التحقيق الغرفة الأولى جميع المتهمين حول الطريقة التي تم بها التخطيط لإدخال الأسلحة الحربية إلى التراب الجزائري، والتي تم جلبها من مدن ليبيا مرورا بالأراضي التونسية. وصرح الموقوفون أن دخولهم إلى الأراضي الجزائرية عن طريق نقاط حدودية مشتركة بمنطقة لحدادة بولاية سوق اهراس، تم دون تراخيص قانونية، باعتبار أن العنصرين التونسيين الموقوفين كانا متعودين على الدخول إلى الجزائر بطرق غير شرعية بمساعدة من طرف جزائريين يقيمون بالقرى الحدودية. واعترف الموقوفون، الذين ضبطت فصيلة الأبحاث للدرك بعنابة، صبيحة الأربعاء الماضي، بحوزتهم 30 قطعة سلاح ناري من صنع ألماني و19 منظارا ميداني و4 مناظير أخرى ليلية تعمل بالأشعة ما تحت الحمراء، بأنهم كانوا مكلفين بمهمة أوكلت إليهم من طرف شخص تونسي نافذ يطلق عليه ''الحاج عبدة''، وهو من المتشددين السلفيين ولديه ثروات هائلة بالأراضي التونسية، يخضع حاليا، حسب معلومات وردت إلى مصالح الأمن الجزائري، لاستجواب أمني من طرف الأمن التونسي، بعدما ورد اسمه عند مراحل استماع مصالح الدرك الوطني بعنابة، للأفراد الستة الموقوفين ضمن الشبكة الدولية المختصة في التهريب والمتاجرة بالأسلحة الحربية عبر الحدود التونسية - الجزائرية، انطلاقا من الأراضي الليبية. ويحدث هذا في الوقت الذي باءت بالفشل عملية التمشيط للعثور على 200 قطعة سلاح ناري، تم إخفاؤها في وقت سابق من طرف الموقوفين بإحدى النقاط الحدودية المعزولة القريبة من ولاية سوق أهراس، حيث سبق أن أدلى التونسيان الموقوفان بمعلومات استخباراتية مهمة، تفيد بوجود كميات من الأسلحة تم تهريبها من ليبيا إلى تونس، حسبهما، في منطقة جبلية معزولة لا يتذكرون مكانها بالضبط. وحسب المصادر، فإن توقيف هذا العنصر الخطير، الذي يتمتع بنفوذ وثراء فاحش، له نشاط وعلاقات مشبوهة بالجماعات السلفية المتشددة، من طرف الأمن التونسي، يعتبر ضربة موجعة في صفوف شبكات تهريب الأسلحة بالمغرب العربي، في حين لا يزال عنصران آخران يقيمان ببلدية عنابة وآخر في بلدية بوشقوف بولاية فالمة في حالة فرار، حيث ينشطان بهوية مزورة، وبينت التحريات الأمنية امتلاك المبحوث عنه بولاية فالمة ورشة مختصة في صناعة الأسلحة والذخيرة الحربية في بلدية بوشقوف، وقد فشلت مصالح الدرك الوطني في توقيفه بمقر سكنه، جراء انتحاله لهوية ومقر سكن شخص مريض عقليا. وصرح المتهمان التونسيان أن ''الحاج عبدة '' التونسي هو من كان يزودهما بالأسلحة الحربية من أجل التكفل بتمريرها ونقلها عبر الحدود إلى الأراضي الجزائرية، مقابل الحصول على عمولة مالية تقدر ب 40 مليون سنتيم لكل فرد يكلف بمهمة تسليم هذه الأسلحة إلى الجماعات الجزائرية. وأضاف المتهمان التونسيان، رفقة 4 جزائريين، عند التحقيق أن علاقتهم بالجماعات المختصة في تهريب الأسلحة من ليبيا لم تتعد ''التكليف بمهمة''، حيث يقومون بنقل وتسليم الأسلحة إلى جماعات مجهولة بالجزائر، يتم الاتفاق معهم مسبقا من طرف رؤوس الشبكة بتونس وليبيا، من بينهم المدعو ''الحاج التونسي''، الذي كان موقوفا في السجون الليبية قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد الثورة الليبية. وذكرت مصادر أخرى أن أفراد عائلتي التونسيين الموقوفين قد تنقلوا منذ يومين إلى عناب لرؤية ابنيهما.