وضعت أجهزة الأمن، مطلع الشهر الجاري، رعية تونسيا بين يدي القضاء، بعد استكمال التحقيق الأولي معه بخصوص تزوير جوازات سفر أجنبية لفائدة جزائريين، بغرض استعمالها للسفر إلى الخارج للالتحاق بجماعات إرهابية. وقالت مصادر أمنية ل''الخبر'' إن الرعية التونسي يسمى ''ياسين. ب'' (30 سنة متزوج من مغربية)، تعرض للتوقيف في مطار هواري بومدين يوم 27 مارس الماضي، إثر تتبع دخوله إلى الجزائر وخروجه منها قادما من تركيا، واستمرت متابعته أمنيا مدة ثلاث سنوات. وكانت مصالح الأمن، حسب المصادر، تشتبه في وجود صلة بينه وبين جزائريين متورطين في الإرهاب. ولما خضع الرعية للاستجواب، تبيَّن لأجهزة الأمن أنه يقيم بتركيا منذ مدة طويلة وأنه ينشط ضمن خلية متخصصة في تزوير جوازات سفر مسروقة، يشرف عليها شخص لم توضّح المصادر جنسيته، عرض عليه الانضمام إلى خليته المختصة في تزوير وثائق السفر. وذكرت المصادر أن هذا الشخص محل بحث من طرف أجهزة أمن أجنبية، لضلوعه في أنشطة ذات صلة بالإرهاب، وقد طلب من التونسي البحث عن جزائريين ليبيعهم جوازت سفر مزوّرة، مقابل مبلغ مالي عن كل جواز، وعلى هذا الأساس ربط الاتصال بشخص من وهران يسمى ''بن.أ''، معروف بنشاطه في تزوير جوازات السفر لأشخاص يبحثون عن السفر إلى الخارج، تعذر عليهم الحصول على جوازات بأسمائهم الحقيقية. وتفيد المصادر بأن جزائريين من جيجل وعين الدفلى والشلف، تعاملوا مع التونسي ياسين، فاشتروا منه جوازات ودفع كل واحد منهم مبلغا لا يقل عن 1500 أورو للجواز، وتحمل وثائق السفر أسماء بريطانيين وبلغاريين ويونانيين وفرنسيين. وأوضحت المصادر بأن هؤلاء قضوا فترات في السجن بتهمة الإرهاب، وأن الإدارة رفضت إصدار جوازات سفر لهم بعد انقضاء فترة السجن، بسبب اشتباه مصالح الأمن في كونهم يخططون للالتحاق بالإرهاب في الخارج. والتقى التونسي مرتين ب''بن. أ'' لتسليمه جوازات سفر مزوّرة، الأولى كانت في جانفي 2009 في مطار هواري بومدين، حيث سلمه جوازي سفر بلغاريين ورخصة سياقة بلغارية. والتقاه في المرة الثانية في مارس من نفس العام، بمنطقة عين الترك بوهران، فسلمه ثلاثة جوازات سفر بلغارية. وبناء على اعترافات التونسي، اعتقلت مصالح الأمن ''بن. أ'' وعثرت بحوزته على ورقتين بلاستيكيتين جهّزهما لتزوير جوازي سفر فرنسيين لفائدة جزائريين يوجدان في فرنسا دون وثائق إقامة قانونية. واتضح، بعد استجوابه، أنه أعدَّ وثيقتي سفر مزوّرتين أخريين بناء على طلب من شخص في معسكر وآخر في فدّيل بولاية وهران، معترفا بأنه اتفق معهما على استلام مبلغ 2900 أورو نظير ''الخدمة''.